عقب توجيه إسرائيل لضربة عسكرية مباشرة على إيران، بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، اليوم السبت، أعربت دول في المنطقة والعالم عن قلقها من تصعيد جديد ينقل الصراع الدائر إلى مستويات أعلى، داعية الأطراف المتنازعة إلى ضبط النفس وكسر دوامة العنف.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، شنت إسرائيل هجوماً على مواقع في طهران عاصمة إيران وخوزستان وإيلام، مبينة أنها استهدفت 20 موقعاً عسكرياً إيرانياً، رداً على الهجومين الصاروخيين الإيرانيين اللذين استهدفا مناطق الكيان الإسرائيلي في نيسان ومطلع تشرين الأول 2024. فيما حجّمت إيران من قوة الضربة الإسرائيلية، مؤكدة تصديها لكافة الهجمات ووقوع أضرار طفيفة فقط.
الهجوم الإسرائيلي الأخير أثار قلق الأطراف الدولية من تصاعد التوترات بشكل أكبر، والانزلاق إلى حرب شاملة تحذر من اندلاعها منذ شهور.
السعودية تدعو الدول والأطراف المؤثرة للاضطلاع بدورها لإنهاء الصراع
استنكرت المملكة العربية السعودية الضربة الإسرائيلية على إيران، عادة ذلك انتهاكاً لسيادة الجمهوية الإسلامية ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية.
وأكدت المملكة، في بيان عقب شن الهجوم، "على موقفها الثابت في رفضها لاستمرار التصعيد بالمنطقة وتوسع رقعة الصراع الذي يهدد أمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها".
حثت السعودية "كافة الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد، محذرة من عواقب استمرار الصراعات العسكرية في المنطقة"، داعية "المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة للاضطلاع بأدوارهم ومسؤولياتهم تجاه خفض التصعيد وإنهاء الصراعات في المنطقة".
العراق يحذّر من مغبّة الصمت على "السلوك الصهيوني"
أدانت الحكومة العراقية "بأشد العبارات" الهجوم الإسرائيلي الأخير على مواقع إيرانية، محذرة من مغبة نتائج الصمت الدولي على "السلوك الصهيوني" في غزة ولبنان وسورية وأخيراً إيران.
المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، قال في بيان، إن "الكيان الصهيوني الغاصب يواصل سياساته العدوانية وتوسعة الصراع في المنطقة، ومنهج الاعتداءات السافرة، التي يرتكبها دون رادع، وهذه المرّة يوجه يد العدوان نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما اقترفه من اعتداء جوي فجر اليوم على أهداف إيرانية"، مشيراً إلى أنه "سبق للعراق أن حذر من مغبة النتائج الخطيرة جراء صمت المجتمع الدولي على السلوك الصهيوني الوحشي، تجاه أهلنا في فلسطين، واعتداءاته على لبنان وسوريا، وكذلك العدوان الجديد على إيران".
وأكد العوادي أن "العراق يستنكر ويدين (بأشدّ العبارات الواضحة) هذا العدوان، يجدد تضامنه ووقوفه مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مشدّداً على "الموقف الثابت والمبدئي الداعي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، والعمل الإقليمي والدولي الشامل على دعم الاستقرار في المنطقة".
روسيا: تصعيد متفجّر
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في بيان "إننا قلقون للغاية حيال التصعيد المتفجر الجاري بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية"، مشيرة إلى أنه "يطرح مخاطر حقيقية على الاستقرار والأمن في المنطقة".
وطالبت زاخاروغا "الأطراف المعنيين بضبط النفس وإنهاء العنف وتجنّب سيناريو كارثي"، مشدّدة: "يجب التوقف عن استفزاز إيران للقيام بأعمال انتقامية والخروج من دوامة التصعيد الخارج عن السيطرة".
ألمانيا تتحدّث عن تطوّر سلمي بالمنطقة
وكتب المستشار الألماني أولاف شولتس في منشور على موقع "إكس"، مخاطباً إيران "رسالتي واضحة: ردود الفعل التصعيدية المكثفة يجب ألا تستمر. يجب أن يتوقف هذا الآن. وعندها ستفتح إمكانية تطور سلمي في الشرق الأوسط".
ودعا شولتس "جميع الأطراف" إلى "وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع"، مردفاً أن "الأمر نفسه ينطبق على لبنان" ومشدداً على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701.
الولايات المتحدة تدعو إيران لكسر دوامة العنف
وحضت الولايات المتحدة الأميركية، إيران، اليوم السبت، على التوقف عن مهاجمة إسرائيل لكسر دوامة العنف.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت: "نحث طهران على وقف هجماتها على إسرائيل لإنهاء دوامة القتال من دون مزيد من التصعيد".
مسؤول كبير في الإدارة الأميركية ذكر أن "الرئيس جو بايدن وفريق الأمن القومي في البيت الأبيض، عملوا مع الإسرائيليين، في الأسابيع الأخيرة، لحثهم على القيام برد محدد الأهداف ومتناسب مع خطر متدن لإلحاق أضرار مدنية".
وأكد أن بايدن شجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على "تصميم رد يسهم في ردع المزيد من الهجمات على إسرائيل مع خفضه مخاطر تصعيد إضافي"، و "هذا هو هدفنا".
بريطانيا تطلب من إيران عدم الرد
وفي إطار الدعوات الدولية لخفض التصعيد وتلافي الحرب، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إيران إلى عدم الرد على إسرائيل. وقال ستارمر إنه "لا ينبغي لإيران الرد على موجة الضربات الإسرائيلية"، حاثّاً "جميع الأطراف على ضبط النفس".
تحذيرات إسرائيلية من ردّ إيراني
الجيش الإسرائيلي علّق في بيان على العملية، مشيراً إلى أنها استهدفت 20 موقعاً عسكرياً في طهران ومناطق أخرى. وأكد أن الضربة حققت الهدف المرجو منها بقوله: "المهمّة أنجِزت".
وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري، في بيان منفصل، بأن الضربات الإسرائيلية الأخيرة "أعطت إسرائيل هامش تحرك أكبر" في الأجواء الإيرانية. وحذّر إيران من أنّها ستدفع "ثمناً باهظاً" في حال حدوث تصعيد جديد.
وقال هغاري في بيان عقب تنفيذ الهجوم: "إذا ارتكب النظام الإيراني خطأ ببدء دورة تصعيد جديدة، سنضطر إلى الرد"، مضيفاً: "رسالتنا واضحة: كل الذين يهدّدون دولة إسرائيل ويحاولون إغراق المنطقة في تصعيد أوسع سيدفعون ثمناً باهظاً".
كما أدانت دول ماليزيا، باكستان، قطر، سلطنة عمان، سورية، الكويت، الأردن، والإمارات أيضاً، الضربة الإسرائيلية لإيران، عادة ذلك خرقاً للقوانين الدولية، وداعية إلى وقف الحرب بأسرع وقت.