مع الأزمات السياسية التي ضربت المنطقة خلال 2024، وآخرها سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، فضلًا عن الحرب في لبنان، تطرح أسئلة عن آثار ذلك سياسياً على العراق في العام 2025.
ويؤكد المحلل السياسي العراقي المقيم في واشنطن، نزار حيدر، أن عام 2025 سيكون عاماً صعباً على العراق.
حيدر قال في حديث لمنصة "الجبال"، اليوم الأحد، إنه "للأسف الشديد، على مدار العامين الماضيين فشل تحالف قوى الدولة الذي شكل حكومة محمد شياع السوداني، في حل الكثير من المشاكل السياسية العويصة التي بسببها تعمّقت حالة عدم الثقة بين القوى السياسية، وتسبّب كذلك في عجزها عن الوصول لتوافقات سياسية لتمرير القوانين الخلافية. لذلك فإن البرلمان بدورته الحالية هو (الأضعف والأسوأ) سواء على مستوى الأداء البرلماني وتشريع القوانين أو على مستوى الإدارة حيث ظلّت الرئاسة خالية مدة أكثر من عام تقريباً".
وأضاف حيدر أن "على مستوى الرقابة والمحاسبة أيضاً فشل مجلس النواب فشلاً ذريعاً، ولذلك تغوّل الفساد المالي والإداري وبان الفشل على الوزارات بشكل لا يقبل النقاش، فيما لم يستطع البرلمان محاسبة أو إقالة أي وزير. بالتالي، فشل في إجراء أي تعديل وزاري على الرغم من قناعة الجميع بوجوب ذلك".
وبيّن السياسي العراقي أن "العراقيين الذين يتوقون للتغيير باتت الأبواب موصدة بوجوههم، فالذين يفكرون بتحقيق ذلك من خلال صندوق الاقتراع اقتنوا بالمطلق بأن الانتخابات لم تعد حلاً أو طريقاً للتغيير، بل على العكس تحولت إلى عقدة تعيدنا في كل مرّة إلى نقطة الصفر"، مشيراً إلى أن "الذين كانوا يتصورون بأن الحراك الشعبي هو الطريق الأمثل للتغيير باتوا يخشون على الدماء والأعراض التي انتهكتها العصابة الحاكمة وميليشياتها إبان حراك تشرين. أما الذين يعوّلون على العامل الخارجي للتغيير وتحديداً الولايات المتحدة فهم كذلك تيقّنوا أن التخادم القائم بين واشنطن وقوى السلطة قد لا يسمح بتحقيق مثل هذا التغيير، لذلك فإن الشارع العراقي اقرب بتحليلاته للآمال منها للواقع".
وبحسب قول حيدر، فإن "الخطر الداهم أمنياً هو استمرار احتفاظ الفصائل المسلّحة بسلاحها خارج سلطة الدولة، وهو الأمر الذي يهدّد الدولة بالتجاوز أو الاقتتال في أية لحظة، خاصة إذا ظلّت متمسكة بعنترياتها على الرغم من انهيار كل خياراتها في المقاومة وما شابه. ولهذا، فإن عام 2025 سيكون عاماً صعباً على العراق، وستجري فيه أحداث ساخنة مختلفة وعلى مختلف الأصعدة، وفق كل المعطيات".
حديث عن تظاهرات قد "تقلب" النظام
ويتحدث المحلل السياسي المقرب من الفصائل المسلحة علي فضل الله، عن وجود مساع لانطلاق تظاهرات في العراق خلال المرحلة المقبلة، تهدف إلى "قلب النظام"، وفق تعبيره.
وقال فضل الله، لـ"الجبال"، إن "هناك تخوف من مساعي ومحاولات لضرب الاستقرار الأمني والسياسي وكذلك المجتمعي، والمسرب الآن من خلال بعض الأجهزة الأمنية هناك تحضير من بعض المجموعات المرتبطة بالخارج للقيام بتظاهرات بحجة الفساد، لكن الهدف هو قلب النظام وإرجاع العراق إلى المربع الأول بالفوضى".
وأشار إلى أن "هناك حكمة من قبل القيادات السياسية وكذلك الأمنية للعبور بالعراق بعيداً عن أي أزمات ومنع تأثير ما يحصل في المنطقة من تغييرات أن تؤثر على العراق، ولهذا نحتاج إلى عقلنة في التصرفات السياسية والأمنية، لمنع أي محاولات ومساعي لإحداث الفوضى تحت أي حجة وذريعة كانت".