يُحمّل رعاة الماشية وغيرهم من العاملين بسوق المواشي في كركوك، الحكومة العراقية، مسؤولية تفشي مرض الحمى النزفية الذي أودى بحياة شخصين في المدينة حتى الآن.
الحمى النزفية مرض فيروسي مُعدٍ، ينتقل غالباً من الحيوانات إلى البشر، وتتراوح أعراضه بين الخفيفة والشديدة، وقد تهدد الحياة.
كما يمكن أن تنتقل بعض أنواع العدوى الفيروسية عن طريق لدغات البعوض أو حشرة القراد، بينما تنتقل أنواع أخرى من شخص لآخر عن طريق سوائل الجسم المصابة، مثل الدم واللعاب والسائل المنوي.
ينتقد سامان مناف، وهو راعي ماشية "يزور سوق المواشي في كركوك بانتظام لشراء وبيع الحيوانات، الحكومة لعدم اتخاذها الإجراءات اللازمة للحد من انتشار هذا المرض الفتاك".
وقال مناف لمنصة "الجبال": "لم تساعدنا الحكومة بعد. حتى هذه اللحظة، لم تقدّم أي مبيدات حشرية أو لقاحات لأي من مربي الماشية لوقف انتشار لدغات القراد بين الحيوانات".
وأضاف: "باستخدام اللقاحات ومعايير النظافة، ستتوقف لدغات القراد عن الانتشار".
وتساءل: "إذا لم تُوفّرها الحكومة، فمن أين أحصل عليها؟".
من جانبه، أشار أحمد فارس، وهو مربي آخر للمواشي، أن "الحكومة لا تقدّم أي مساعدة على الإطلاق. المبيدات الحشرية المباعة في السوق لا تجدي نفعاً. لا تستجيب عند استخدامها"، لافتاً: "لا نعرف ما إذا كانت صلاحيتها منتهية أم لا".
بالإضافة إلى حالتي الوفاة في كركوك، سجِّلت 12 حالة إصابة مؤكدة أخرى بالحمى النزفية في جميع أنحاء العراق منذ بداية العام 2025، بما في ذلك حالتان أخريان في المدينة، وفقاً لوزارة الصحة العراقية.
وفي محاولة لوقف انتشار المرض، طبّقت السلطات الصحية المحلية في كركوك سلسلة من الإجراءات، بما في ذلك حظر ذبح الحيوانات خارج المسالخ المخصصة.
وقال صباح نامق، مسؤول الصحة العامة في دائرة صحة كركوك، لمنصة "الجبال"، إنه "سيتعين على الناس شراء اللحوم من أماكن صحية وتجنب ملامسة الحيوانات"، مضيفاً أنه ""يُشتبه الآن في إصابة كل حيوان بالفيروس، خاصة تلك التي تحمل لدغات القراد على ضروعها ومناطق حساسة أخرى من جسمها".