قال المرصد إنها "الأعنف منذ بداية العام".. إسرائيل تشن غارات جديدة على سوريا وتوقع ضحايا

6 قراءة دقيقة
قال المرصد إنها "الأعنف منذ بداية العام".. إسرائيل تشن غارات جديدة على سوريا وتوقع ضحايا غارة إسرائيلية على دمشق

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بشن الطائرات الحربية الإسرائيلية أكثر من 20 غارة استهدفت مراكز عسكرية في جميع أنحاء سوريا، ليل الجمعة/ السبت، بعد أن أعلنت إسرائيل عن تنفيذ ضربة قرب القصر الرئاسي في دمشق.

 

وأشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إلى مقتل مدني جراء الغارات، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف بنى تحتية عسكرية في محيط دمشق ومناطق أخرى من سوريا التي "لا تزال إسرائيل في حالة حرب معها".

 

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "أكثر من 20 غارة إسرائيلية على درعا وريف دمشق وحماة، طالت مستودعات ومراكز عسكرية"، إضافة إلى غارات على ريفي حماه واللاذقية، واصفاً المرصد الغارات بأنها "الأكثر عنفاً منذ بداية العام".

 

وأفادت فرانس برس بـ "سماع أصوات هدير طائرات وعدد من الانفجارات" في العاصمة السورية دمشق، فيما ذكرت "سانا" أن "مدنياً استشهد جراء غارات طيران الاحتلال الإسرائيلي على محيط مدينة حرستا بريف دمشق".

 

ومنذ سقوط الرئيس بشار الأسد في كانون الأول 2024، نفذت إسرائيل، مئات الهجمات على مواقع عسكرية في سوريا، مبررة ذلك بسعيها لمنع وصول الأسلحة إلى السلطات الجديدة التي تصفها بـ"الجهادية". كما أرسلت إسرائيل أيضاً قوات إلى المنطقة منزوعة السلاح في هضبة الجولان.

 

"رسالة واضحة"

واستهدفت غارة إسرائيلية فجر الجمعة دمشق، تردّد صداها في أنحاء العاصمة، وفق ما أفادت فرانس برس وسكان.

 

وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على منصّة "إكس" إنّ "طائرات حربية أغارت على المنطقة المجاورة لقصر أحمد حسين الشرع في دمشق".

 

أدانت الرئاسة السورية في بيان هذا القصف الذي قالت إنه طال القصر الرئاسي، معتبرة أنه "يشكل تصعيداً خطيراً ضد مؤسسات الدولة وسيادتها".

 

كما دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، "انتهاكات إسرائيل لسيادة سوريا"، مضيفاً أنه "من الضروري أن تتوقف هذه الهجمات وأن تحترم إسرائيل سيادة سوريا".

 

وتأتي هذه الغارات عقب اشتباكات بين مسلحين دروز وعناصر أمن ومقاتلين مرتبطين بالسلطة السورية قرب دمشق وفي جنوب البلاد، على الحدود مع إسرائيل، أوقعت أكثر من مئة قتيل خلال يومين، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وعقب الغارة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في بيان مشترك مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن "هذه رسالة واضحة للنظام السوري. لن نسمح بنشر قوات (سورية) جنوب دمشق أو بتهديد الطائفة الدرزية بأيّ شكل من الأشكال".

 

"مسرح"

دانت الخارجية القطرية الغارة الإسرائيلية قرب دمشق معتبرة أنها "عدوان سافر على سيادة" سوريا.

 

وبعد ساعات على إعلان إسرائيل شن غارات على دمشق، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية في بيان أن "سوريا يجب ألا تصبح مسرحاً للتوترات في المنطقة".

 

وجدّدت إسرائيل الخميس تهديداتها، إذ حذّر كاتس في بيان من أنه "إذا استؤنفت الهجمات على الدروز وفشل النظام السوري في منعها، فسترد إسرائيل بقدر كبير من القوة".

 

وإثر إطاحة الأسد الذي قدّم نفسه حامياً للأقليات في سوريا، لم تتوصل الفصائل الدرزية المسلحة التي لا تنضوي تحت مظلة واحدة، إلى اتفاق كامل مع السلطات الجديدة. لكن مئات المقاتلين من فصيلين رئيسيين انضووا في صفوف الأمن العام ووزارة الدفاع.

 

ويتوزّع الدروز بين لبنان وسوريا وإسرائيل والجولان المحتل.

 

والتقى الرئيس السور، الجمعة، في دمشق، الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط الذي كان دعا الأربعاء أبناء طائفته في سوريا إلى "رفض التدخل الإسرائيلي".

 

وأفاد المرصد السوري عن مقتل أربعة دروز في ضربة بمسيّرة أصابت مزرعة في "كناكر" في محافظة السويداء جنوب البلاد.

 

"خوف"

بدأت الاشتباكات ليل الاثنين الماضي في جرمانا ثم انتقلت في اليوم التالي لى صحنايا وهما مدينتان تقطنهما غالبية درزية ومسيحية قرب دمشق. وامتد التوتر بشكل محدود إلى محافظة السويداء جنوباً.

 

وقال المرصد السوري وسكان دروز، إن "مقاتلين وعناصر أمن تابعين للسلطة هاجموا المدينتين، على خلفية انتشار تسجيل صوتي اعتبر مسيئاً للنبي محمد، واشتبكوا مع مسلحين دروز في المنطقة".

 

وأوقعت الاشتباكات خلال يومين أكثر من مئة قتيل يتوزعون بين مسلحين دروز من جهة، وعناصر أمن ومقاتلين مرتبطين بالسلطة من جهة أخرى، إضافة الى 11 مدنياً، بحسب المرصد السوري.

 

ومساء الخميس ندد الشيخ حكمت الهجري، أبرز القادة الروحيين لدروز سوريا، بـ"هجمة إبادة غير مبررة" ضد أبناء طائفته، مطالباً بأن "تتدخل القوات الدولية لحفظ السلم ولمنع استمرار هذه الجرائم ووقفها بشكل فوري".

 

واتهمت السلطات "مجموعات خارجة عن القانون" بافتعال الاشتباكات عبر شن هجوم على قواتها. وتعهدت السلطات حماية الطوائف كافة وسط مخاوف لدى الأقليات، في وقت يحثّ المجتمع الدولي على إشراك جميع المكونات في المرحلة الانتقالية.

 

جاء التصعيد حيال الدروز بعد أكثر من شهر على أعمال عنف دامية في منطقة الساحل السوري قتل خلالها نحو 1700 شخص غالبيتهم العظمى من العلويين، سلطت الضوء على التحديات التي تواجهها إدارة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.

 

وبعد اتفاقي تهدئة بين ممثلين عن الدروز ومسؤولين حكوميين، انتشرت قوات الأمن في صحنايا، وعززت من إجراءاتها الأمنية ليل الخميس في محيط جرمانا، حيث نص الاتفاق وفق السلطات "على تسليم السلاح الثقيل بشكل فوري وزيادة انتشار قوات إدارة الأمن العام في المدينة".

 

لكن أريج البالغة 35 عاما والتي تسكن صحنايا قالت "لكننا خائفون"، مضيفة "فرّ عدد كبير من المسيحيين والدروز إلى دمشق".

الجبال

نُشرت في السبت 3 مايو 2025 10:45 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.