تستضيف العاصمة الفرنسية في 17 و18 مايو 2025 معرضاً فنياً فريداً بعنوان "بيت الذاكرة.. العراق من خلال صور أرشيف شخصي".
الفعالية من تنظيم منظمة "إرث العراق"، وهي منظمة غير ربحية تعنى بالحفاظ على التراث الثقافي العراقي وتدعم الفنانين العراقيين في المنفى.
والمعرض، الذي يقدّمه الفنان العراقي-الأيرلندي باسل الراوي، يجمع بين تقنيات الواقع الافتراضي والسرد الشخصي لإحياء الذاكرة الجمعية للعراق وشتاته. ويشكل هذا الحدث ثمرة أبحاث الراوي في كلية غلاسكو للفنون، حيث طور مشروعاً فنياً تفاعلياً يتجاوز فكرة الأرشيف بوصفه مجرد حاوية للصور، ليصبح مساحة حية تُروى فيها القصص وتُستعاد فيها المشاعر.
يتضمن المعرض تعاوناً مع مشروع ميستيك ديابو، المتخصص بإحياء شرائح الصور الفوتوغرافية المنسية، ويسعى المشاركون إلى تقديم أرشيف بصري تشاركي ينبض بالحياة، من خلال صور ملهمة وشهادات رقمية تظهر العراق كما لم يُرَ من قبل.
ويقول شاذل نواف طاقة، مؤسس منظمة إرث العراق، بهذا الشأن: "نحن لا نعرض أرشيفاً بارداً، بل نعيد بناء بيت ذاكرة جماعي، تتقاطع فيه السير الذاتية مع المسارات التاريخية. في عالم محكوم بالنسيان، نحن نُصغي إلى الصور".
ويضيف: "المنفى قد يبدّد الجغرافيا، لكنه لا يُلغي الروح. هذه المبادرة تتيح للفنانين العراقيين من الداخل والشتات، مساحة للتعبير، للعرض، وللتذكر. إنها دعوة مفتوحة للتأمل والمشاركة".
يحظى المعرض بدعم من هيئة الثقافة الأيرلندية، ويجسّد توجه "إرث العراق" في استخدام الفن كأداة لمقاومة المحو، وصون الذاكرة، وتعزيز الحوار بين الثقافات.
يُذكر أن باسل الراوي هو فنان متعدد التخصصات، يعمل في مجالات التصوير الفوتوغرافي والواقع الافتراضي والفن التركيبي، وتتركز أعماله على مفاهيم الذاكرة والهوية والسياسات البصرية. سبق أن عُرضت أعماله في مؤسسات مرموقة مثل المتحف الأيرلندي للفن الحديث في دبلن، ومعرض المصورين في لندن، وبينالي لاهور، وغيرها.