عدّ وزير الطاقة الأميركي كريس رايت، الخميس 22 أيار 2025، الاتفاقيات التي عقدتها حكومة إقليم كوردستان مع شركتين أميركيتين مؤخراً في مجال النفط والطاقة، بأنها "ستعود بالنفع على جميع العراقيين"، فيما أشار إلى أن "اقتناء الطاقة من إيران لن يقيم عملية السلام".
في السياق: اتفاقية كوردستان مع شركات أميركية.. الأرقام تثبت حاجة العراق لها في ظل "تعثر" الغاز الإيراني
وذكر رايت خلال مشاركته بجلسة حوارية، في "مؤتمر الطاقة" المقام بالعاصمة واشنطن، أن "النفط يشكّل نقطة مهمة في الاقتصاد العالمي اليوم، لكن الغاز الطبيعي أسرع نمواً وتطوراً، هذه المسألة نستطيع أن نستفيد منها في توليد الطاقة الكهربائية، خاصة وأن إقليم كوردستان بحاجة إلى توفير الطاقة على مدار 24 ساعة، ويمكن للعراق الاستفادة من خلال بيع الطاقة المنتجة على دول الجوار".
وأضاف، أن "هذه المواد تعتبر أدوات وآلات تكمن تحت الأرض، وتحتاج إلى طاقات اقتصادية وأدوات وأفراد وتكنولوجيا للاستفادة منها، وبالتأكيد أن هذه المسألة ليست جديدة على الشعب في الإقليم. حانت الفرصة لاستغلال هذه الثروة، وهي مفيدة جداً لكوردستان".
وتابع وزير الطاقة الأميركي، أن "ما نعيشه الآن أخبار جيدة، في إقليم كوردستان. بدأنا خطوة مهمة لتطوير منطقة الشرق الأوسط، نحن لدينا أسلحة اقتصادية، أسلحة جديدة، ونريد إنشاء التحالفات، والقوة، وإنهاء الهيمنة التي كانت تفرضها إيران بالمنطقة والمشاكل التي تختلقها".
ولفت إلى، أن "الناس كلها تركّز على الثروات في منطقة الشرق الأوسط، وهذه المسألة مدعومة في إقليم كوردستان، والشعب العراقي أيضاً ينتظر أن يستفيد من هذه المسألة".
ولفت إلى أن "الشركات الأميركية تعمل في إقليم كوردستان، ولدينا العديد من الفرص التجارية والاستثمارية هناك، لكن اقتناء مصادر الطاقة من إيران لن يقيم عملية السلام".
وعن موقع إقليم كوردستان في السوق العالمية، قال رايت: "في سفرتنا الأخيرة ركّزنا على مجال الطاقة. نريد تطوير مجال الثروات الطبيعية للولايات المتحدة والعالم، ونريد أن نساعد في الإنتاج ونبني قصص نجاح في هذا المجال، وننتظر فرصاً كثيرة".
وردّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، على "مخاوف" عضو مجلس النواب الأميركي جو ويلسون، بشأن "التدخلات الإيرانية" في اتفاقيات الطاقة التي أبرمتها حكومة إقليم كوردستان مع شركات أميركية، فيما أشار إلى أن سياسية الولايات المتحدة الأميركية تجاه العراق، هو "الحكم الذاتي للكورد وازدهارهم الاقتصادي".
وكان ويلسون، قد أعرب عن "قلقه" في تعليق على توقيع حكومة إقليم كوردستان اتفاقيتين مع شركتين أميركيتين، قائلاً، إن "بغداد تمارس سيطرتها، وفي هذا السياق، تتدخل إيران وتحاول منع هذه الاتفاقيات التي تهدف لتعزيز حرية كوردستان وتمكين الحكومة الإقليمية من دعم شعبها".
وفي جلسة استماع عقدت أمس الأربعاء في مجلس الشيوخ في الكونغرس الأمريكي، علق وزير الخارجية الأميركي على هذه "المخاوف"، بالتأكيد على "دعم الولايات المتحدة للحكم الذاتي للإقليم وضرورة احترام الاتفاقيات الاقتصادية".
وبيّن وزير الخارجية الأميركي، قائلاً: إن "محور نهج بلاده تجاه العراق هو ضمان الحكم الذاتي الذي يتمتع به الكورد في ذلك الجزء من البلاد، وجزء أساسي من ذلك هو السماح لهم بتأمين شريان اقتصادي يمكنهم من الازدهار".
وأضاف روبيو، أن "مسؤولين عراقيين في بغداد أعربوا عن اهتمامهم بتأسيس علاقة أوثق وأفضل مع الولايات المتحدة"، مؤكداً أن "الإدارة الأميركية أوضحت لهؤلاء المسؤولين أهمية احترام الشركات الأميركية العاملة داخل العراق، وكذلك احترام استقلالية الكورد".
وفيما يتعلق بالنفوذ الإيراني، أعرب الوزير الأميركي، عن "قلق بلاده"، قائلاً: "للأسف، النفوذ الإيراني مستمر في النمو في بعض قطاعات الحكومة العراقية المنتخبة، وهذا يشكّل تهديداً خطيراً من منظور الولايات المتحدة، بما في ذلك عبر الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، والتي نفذت هجمات ضد مصالح الولايات المتحدة في الماضي، وأبدت نيتها للقيام بذلك مرة أخرى في المستقبل. هذا أمر غير مقبول ويجب معالجته".