رئيس الجمهورية في قمة دلتا العالم: انخفاض كارثي بتدفق دجلة والفرات.. والاهوار تشهد حالة مأساوية

4 قراءة دقيقة
رئيس الجمهورية في قمة دلتا العالم: انخفاض كارثي بتدفق دجلة والفرات.. والاهوار تشهد حالة مأساوية ترأس رشيد ورئيس وزراء فيتنام قمة دلتا العالم (فيسبوك)

قال إن فيتنام تواجه تحديات مماثلة

ترأس رئيس الجمهورية العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس وزراء فيتنام فام مينه تشينه، الاثنين 9 حزيران 2025، قمة دلتا العالم، التي عقدت مدينة نيس الفرنسية على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، بحضور عدد من رؤساء الدول والوفود المشاركة، إضافة إلى وزير الخارجية فؤاد حسين.

 

وبحسب بيان لمكتب رشيد تلقت "الجبال" نسخة منه، أكد في كلمته أن "التغير المناخي يسرع من ارتفاع مستوى سطح البحر دافعاً المياه المالحة إلى الداخل ومهدداً التوازن الدقيق الذي تميزت به مجتمعاتنا في الأجيال السابقة"، مبيناً أن "التهديدات المناخية التي نواجهها تتطلب عملاً دولياً عاجلاً".

 

 وأشار رئيس الجمهورية في العراق إلى أن "أهوارنا القديمة المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونسكو تعيش حالة مأساوية بتحولها إلى أراضٍ قاحلة مكسوة بالملح"، وأوضح أن "العراق يشهد انخفاضاً كارثياً بنسبة قاربت 40% في تدفق نظام دجلة والفرات خلال العقود الأخيرة"، لافتاً إلى أن "فيتنام تواجه تحديات مماثلة حيث التطورات في منبع حوض الميكونغ".

 

وفيما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية كما وردت من الدائرة الإعلامية للرئاسة:

"إنه لشرف عظيم أن أترأس مع زميلي السيد رئيس وزراء فيتنام هذه القمة الحيوية حول دلتا الأنهار. كقادة لدول باركها الله ببعض من أهم دلتا الأنهار في العالم على مدى التاريخ. نجتمع اليوم ونحن نشعر بامتنان لتراثنا المشترك، كما نشعر بقلق عميق على مستقبلنا.

إن الدلتا تحكي قصة الحضارة الإنسانية ذاتها. دلتا بلاد الرافدين، حيث يعانق دجلة والفرات الخليج العربي، شهدت ولادة الكتابة والقانون والمجتمع الحضري قبل خمسة آلاف عام.

وبالمثل، غذت دلتا الميكونغ الحضارة الفيتنامية بوفرتها الخصبة. هذه المناظر الطبيعية ليست مجرد معالم جغرافية، بل هي مهد ثقافاتنا، وأساس أمننا الغذائي، وشريان حياة اقتصادنا.

 يتحدث القرآن الكريم بجمال عن هذا اللقاء المقدس للمياه، فالدلتا تمثل التصميم الإلهي، أماكن قدر الله فيها التقاء المياه العذبة والمالحة بانسجام، لكننا اليوم، نواجه تهديدات لم يسبق لها مثيل تتطلب عملاً دولياً عاجلاً. التغير المناخي يسرع من ارتفاع مستوى سطح البحر، دافعاً المياه المالحة إلى الداخل ومهدداً التوازن الدقيق الذي تميزت به مجتمعاتنا في الأجيال السابقة.

في العراق، تشهد أهوارنا القديمة المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونسكو حالة مأساوية بتحولها إلى أراضٍ قاحلة مكسوة بالملح.
   يضع التلوث تحدياً جسيماً آخر امامنا، فالتصريف الصناعي، والجريان الزراعي، ومعالجة مياه الصرف الصحي غير الكافية تلوث المياه ذاتها التي قدسها أسلافنا.

في دلتا الميكونغ في فيتنام وأهوار العراق الجنوبية على حدٍ سواء، نرى التأثير المدمر لتلوث المياه على مصائد الأسماك والزراعة وصحة الإنسان، ولعل الأمر الأكثر إلحاحاً هو أن انخفاض تدفق المياه من المنبع يهدد وجودها ذاته.

شهد العراق انخفاضاً كارثياً بنسبة قاربت 40% في تدفق نظام دجلة والفرات خلال العقود الأخيرة. بناء السدود في دول المنبع والاستخراج المفرط للمياه حول أنهارنا العظيمة إلى جداول صغيرة.

إن فيتنام تواجه تحديات مماثلة حيث التطورات في منبع حوض الميكونغ تغير أنماط التدفق الطبيعية. هذه التجارب المشتركة تؤكد أن حفظ الدلتا يتطلب تعاوناً دولياً وحواراً جاداً وعاجلاً بين دول المنبع والمصب.

ندعو المجتمع الدولي للاعتراف بأن الدلتا هي بنية تحتية أساسية للأمن الغذائي العالمي والمرونة المناخية وحفظ التنوع البيولوجي.
    الحلول موجودة، وتتمثل في تحسين كفاءة الري والإدارة المتكاملة للمياه إلى التحولات للطاقة المتجددة، وما نحتاجه الآن هو الإرادة الجماعية لتنفيذها قبل فوات الأوان.

وختاماً، لنتذكر أن حفظ الدلتا في بلداننا هو حفظ لتراثنا الإنساني المشترك. مستقبل مهد الرافدين ووفرة الميكونغ يعتمد على الخيارات التي نتخذها اليوم".

الجبال

نُشرت في الاثنين 9 يونيو 2025 04:55 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.