فصائل عراقية (فيسبوك)
حذّر المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي سيف رعد، الخميس 12 حزيران 2025، من خطورة "انخراط" الفصائل المسلّحة العراقية في الخلافات القائمة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، فيما دعا الحكومة العراقية إلى "ضبط إيقاع تحركات وتصريحات الفصائل".
ومؤخراً، قامت الولايات المتحدة الأميركية، بسحب عدد كبير من العاملين في سفاراتها وقواعدها مع عائلاتهم في العراق ودول خليجية، وسط تحذير من خطر قائم، يتمثل بشنّ ضربة عسكرية مباشرة ضد الأراضي الإيرانية.
وقال رعد في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "هناك خطورة كبيرة جداً من انخراط الفصائل المسلّحة العراقية في الحرب المتوقعة بين أميركا وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى، فهذا الانخراط سيدفع نحو جرّ العراق نحو الحرب، بل سيحوّل العراق إلى أرض اشتباك مباشر، وهذا الأمر له مخاطر أمنية واقتصادية كبيرة جداً على العراق والعراقيين، ولهذا يجب إبقاء العراق بعيداً عن أي تدخلات مباشرة أو غير مباشرة".
وشدّد على، أن "الحكومة العراقية مطالبة بضبط إيقاع تصريحات وتحركات الفصائل، التي بدأت تهديداتها تتصاعد، فهذا الأمر لا يصبّ في صالح العراق في ظل الاستقرار النسبي، خاصة ونحن مقبلون على عملية انتخابية؛ فأي تصعيد أمني في العراق سيعرقل تلك العملية وسيدفع نحو تعقيد المشهد السياسي بصورة عامة".
في السياق: السفارة الأميركية ببغداد: مغادرة مواطنينا إلزامية لا طوعية وبأمر رسمي
وفي وقت سابق اليوم، حذّر أمين عام "كتائب سيد الشهداء"، أبو آلاء الولائي، الولايات المتحدة الأميركية، مما وصفه بـ"مغبة اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أنه "لن تبق لأميركا باقية في الشرق الأوسط حال اندلاعها"، و"ستسقط أنظمة كانت تحتمي بالاحتلال".
وقال الولائي في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس": "إذا اندلعت الحرب سيكون المئات من الاستشهاديين على موعد، وسيُذل كبرياء أميركا ثانية كما ذُّل أول مرّة في العراق حين خرجت تجرّ أذيال الخيبة، حينها لن تبق باقية في الشرق الأوسط لها ولعملائها"، مضيفاً: "وستسقط أنظمة كانت تحتمي بالاحتلال، حينها ستكون الغلبة لله ولعباده المخلصين".
وكتائب سيد الشهداء (أحد أجنحة حركة المقاومة الإسلامية في العراق) الموالية للمحور الإيراني في الشرق الأوسط، سبق أن شاركت في تنفيذ عشرات الهجمات ضد مواقع ومصالح تابعة للولايات المتحدة في العراق، وهي من الجهات المستهدفة من قبل واشنطن.
ومساء أمس الأربعاء، كشفت وكالة "رويترز"، عن استعدادات تجريها السفارة الأميركية في بغداد، لـ"الإخلاء"، وذلك في أعقاب تصريحات وزير الدفاع الإيراني حول "استهداف" القواعد الأميركية.
ونقلت "رويترز" عن "مسؤول أمني" عراقي و"مصدر" أميركي، قولهما، إن "السفارة الأميركية في العراق، تستعد لأمر بالإخلاء؛ بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة".
وأكد مصدر في السفارة الأميركية في بغداد، لمنصة الجبال، عن بدء السفارة باستعدادات إخلاء مبناها.
وقال المصدر إن "السفارة الأميركية في بغداد بدأت باستعدادات إخلاء مبناها؛ بسبب تزايد التهديدات الأمنية"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة تُقلّص هيمنتها في بغداد"، و "لا يسعنا الآن إلا أن نقول ذلك".
وتحدّث مسؤولان أميركيان، عن مغادرة موظفين وأفراد عائلاتهم من الكويت والبحرين، وذلك بعد أنباء عن استعدادات تجريها السفارة الأميركية في بغداد، لـ"الإخلاء".
وقال المسؤولان الأميركيان، في تصريحات نقلتها وكالة "أسوشيتد برس"، تابعتها "الجبال"، إن "الولايات المتحدة تستعد لإصدار أمر بمغادرة الموظفين غير الأساسيين من سفارتها في بغداد بسبب التوترات الإقليمية". وأضافا أن "الأمر لن يؤثر على عدد كبير من الموظفين، لكن وزارة الخارجية تسمح أيضا بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من البحرين والكويت"، وقالا: "هذا يمنحهم خيار مغادرة البلاد".
عقب ذلك، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنّ إدارته تقوم بنقل موظفين أميركيين من الشرق الأوسط لأنه قد يكون مكاناً "خطراً" في ظلّ التوتّرات الراهنة مع إيران، مشدّداً أن الجمهورية الإسلامية "لا يمكنها امتلاك سلاح نووي".
وقال الرئيس الأميركي لصحفيين خلال حضوره عرضاً لفيلم "البؤساء" في مركز كينيدي بالعاصمة واشنطن، الأربعاء، تعليقاً على تقارير بشأن نقل أفراد طواقم دبلوماسية أميركية من الشرق الأوسط: "حسناً، يجري نقلهم لأنه قد يكون مكاناً خطراً".
