خاص| مع اشتداد التوتر وتصاعد الهجمات على إيران.. ما أسباب عدم فتح جبهة الفصائل العراقية ضد "إسرائيل"؟

5 قراءة دقيقة
خاص| مع اشتداد التوتر وتصاعد الهجمات على إيران.. ما أسباب عدم فتح جبهة الفصائل العراقية ضد "إسرائيل"؟ (فيسبوك)

منذ أن بدأت الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، والرد الإيراني عليها، والأسئلة تنطلق حول أسباب عدم فتح جبهة الفصائل العراقية ضد "إسرائيل"، أو إمكانية دخول العراق بهذه الحرب، مع اشتداد الصراع واستمرار القصف المتبادل بين الطرفين.

 

ويرى أستاذ العلوم السياسية خالد العرداوي، أن "عدم فتح الفصائل المسلحة جبهة العراق ضد إسرائيل لغاية، يعود إلى تقدير جيد للموقف لحد الآن، فالذهاب بهذا الاتجاه سيدفع واشنطن إلى الدخول في الحرب بشكل مباشر إلى جانب تل أبيب وهذا سيعني مضاعفة الضغط على طهران ووضعها في موقف عسكري صعب للغاية". 

 

ويقول العرداوي لـ"الجبال"، إن "هذه الفصائل لن تحدث فارق في الميدان، بل على العكس سوف توجد الذريعة لضربها وتصفيتها من قبل واشنطن وتل أبيب، فضلاً عن الأضرار الجسيمة التي ستلحق بالعراق على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية".

 

وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن "إبقاء العراق بعيداً عن الدخول في هذا الصراع العسكري فيه فوائد كبيرة لبغداد والفصائل وطهران، ودخولها سيلحق ضرر كبير بالجميع، ولهذا هي لم تفتح الجبهة لغاية الآن ضد إسرائيل".

 

"الأوامر من هناك" ولا دخل للحكومة العراقية

 

أما المختص في القضايا العسكرية والاستراتيجية اللواء المتقاعد جواد الدهلكي، فإنه يرى أن "كل الفصائل عقائدية وترتبط بنظام ولي الفقيه من إيران وهذا يعني تنتظر أوامرها من هناك والآن ليس من مصلحة العراق الدخول بالحرب معها دون التمعن بأهدافها ولا دخل للحكومة العراقية بقرار الدخول من عدمه سوى الالتزام بالعمل السياسي".

 

ويقول الدهلكي لـ"الجبال"، إن "الحكومة العراقية ملزمة بعدم مشارك الفصائل مما يضر بمصلحة العراق السياسية والدولية في أي حرب خارج الاتفاق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة أو مساندة إيران بأي عمل عسكري سوى تقديم الإسناد الطبي للإيرانيين المدنيين الجرحى إذا طلب منها وهذا مذكور في القانون الدولي للدول المجاورة  ضمن اتفاقيات حقوق الإنسان، كما إن حددت إسرائيل عدد الأهداف ومدة الهجوم والبالغة 21 ليلة من تاريخ بدأها ومن ضمنها 3000 هدف داخل العمق العراقي في حال قامت الفصائل بأي عامل عسكري لمساندة إيران خلال حربها عليها ستقوم إسرائيل بتنفيذ ضربات جوية وصاروخية على العراق وهذا جواب على السؤال في حال تدخلت الفصائل ستكون أهدافاً".

 

وأضاف أنه "في حال قيام الفصائل العراقية بفتح جبهة مساندة لإيران ستقوم بضرب كل مصادر الطاقة العراقية والموانئ والمطارات وأهداف أخرى حيوية من شأنها إيقاف الحياة في العراق، وفي ظل الزاوية السياسية للحكومة العراقية هو التنسيق المستمر مع الفصائل بعدم المشاركة بهذه الحرب من داخل العراق سوى القيام بالتظاهر والاعتصامات ومسيرات شجب ورفض للحرب وهذا ما نشاهده الآن في بغداد وبقيت المحافظات".

 

"الوضع السياسي الداخلي" له علاقة

 

ويعتقد رئيس مركز رفد للدراسات والإعلام عباس الجبوري، أن هناك عدة أسباب قد تساهم في عدم فتح جبهة العراق من قبل الفصائل، منها الوضع السياسي الداخلي، فالعراق يعاني من توترات سياسية وعرقية وطائفية، وفتح جبهة جديدة قد يزيد من تعقيدات الوضع الداخلي. 

 

ويقول الجبوري لـ"الجبال"، إن "العديد من الفصائل في العراق لها علاقات وثيقة بإيران، وقد تتلقى دعماً منها، وفتح جبهة قد يؤثر على هذه العلاقات، كذلك هناك مخاوف من التصعيد، ففتح جبهة جديدة قد يؤدي إلى تصعيد كبير في المنطقة، مما قد يزيد من المخاطر على العراق والفصائل نفسها".

 

وأضاف: "إذا قررت الفصائل فتح الجبهة، يمكن أن تؤثر على الحرب بين إيران وإسرائيل بطرق عدة، منها؛ زيادة الضغط على إسرائيل، فيمكن أن تؤدي الهجمات من العراق إلى زيادة الضغط على إسرائيل وتشتيت جهودها، إضافة إلى توسيع دائرة الصراع، ففتح جبهة جديدة قد يؤدي إلى توسيع دائرة الصراع وزيادة المخاطر على المنطقة".

 

وبيّن أنه "أما التبعات على العراق في حال فتحت الفصائل الجبهة، فمنها زيادة المخاطر الأمنية، فالعراق قد يصبح هدفاً للهجمات الانتقامية، مما قد يزيد من المخاطر الأمنية للمدنيين، كذلك تأثير على الاستقرار السياسي، ففتح جبهة جديدة قد يزيد من التوترات السياسية الداخلية ويؤثر على الاستقرار السياسي في العراق، مع تأثير على الاقتصاد، فالصراع قد يؤثر على الاقتصاد العراقي، خاصة إذا تم استهداف البنية التحتية أو توقفت الصادرات النفطية".

 

وأكد رئيس مركز رفد للدراسات والإعلام، أن "هناك المخاطر المحتملة على المدنيين العراقيين في حال قررت الفصائل فتح جبهة العراق، ومنها الهجمات الانتقامية، فالعراق قد يصبح هدفاً للهجمات الانتقامية من قبل إسرائيل أو غيرها، إضافة الى زيادة العنف الطائفي، فالصراع قد يزيد من التوترات الطائفية ويؤدي إلى زيادة العنف، مع تأثير على الخدمات الأساسية، فالصراع قد يؤثر على الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والرعاية الصحية".

الجبال

نُشرت في الاثنين 16 يونيو 2025 01:50 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.