مع اتساع التحذيرات من الخطوة.. ما هي أكثر الدول تضرراً من إغلاق مضيق هرمز؟

5 قراءة دقيقة
مع اتساع التحذيرات من الخطوة.. ما هي أكثر الدول تضرراً من إغلاق مضيق هرمز؟ مرفأ بحري جنوب العراق

يتّجه حوالى 84% من النفط العابر في مضيق هرمز قبالة سواحل إيران إلى بلدان آسيوية، أبرزها الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان، وهي اقتصادات حسّاسة جداً إزاء أيّ قيود قد تفرض على الملاحة البحرية في حال تصاعد حدّة النزاع في الشرق الأوسط.

 

وفي الربع الأوّل من العام، عبر في هذا المضيق الاستراتيجي 14,2 مليون برميل من النفط الخام يومياً، فضلا عن 5,9 ملايين برميل في اليوم من منتجات نفطية أخرى، أي 20% تقريباً من الإنتاج العالمي، بحسب الوكالة الأميركية للمعلومات حول الطاقة (EIA).

 

ويعدّ مضيق هرمز سبيل التصدير شبه الوحيد للنفط الخام الآتي من السعودية والإمارات والعراق والكويت وقطر وإيران.

 

في ما يأتي، أبرز البلدان الآسيوية التي توجّه إليها صادرات النفط العابرة في المضيق.

 

الصين


بحسب تقديرات الخبراء، يمرّ أكثر من نصف النفط المستورد إلى آسيا الشرقية عبر المضيق.

 

وهي خصوصاً حال الصين التي استوردت في الربع الأول من العام 5,4 ملايين برميل من النفط الخام في اليوم عبر المضيق، بحسب الوكالة الأميركية للمعلومات حول الطاقة.

 

وكانت السعودية العام الماضي ثاني أكبر مزوّد للصين بالنفط، مع 1,6 مليون برميل في اليوم، أي حوالى 15% من وارداتها الإجمالية بحسب المصدر عينه.

 

وتعدّ إيران نفسها مصدراً كبيراً للهيدروكربونات المستوردة من الصين. وفي نيسان الماضي، بلغت الواردات الإيرانية إلى الصين 1,3 مليون برميل في اليوم، بحسب مركز "كبلر". ويوجّه الجزء الأكبر من هذه الواردات إلى مصاف صينية صغيرة (تُعرف بمصافي أباريق الشاي) تعمل على نحو مستقلّ عن الشركات النفطية التابعة للدولة، بما يتيح لهذه المجموعات الكبيرة تفادي العقوبات الأميركية.

 

وتشتري الصين، بحسب "كبلر" أكثر من 90% من صادرات إيران النفطية.

 

الهند


في الربع الأول من العام، استوردت الهند 2,1 مليون برميل من النفط الخام في اليوم عبر مضيق هرمز، بحسب بيانات الوكالة الأميركية للمعلومات حول الطاقة.

 

وهي تعوّل كثيراً على هذا المعبر الاستراتيجي، إذ إن بلدان الشرق الأوسط، خصوصاً العراق والسعودية، زوّدتها مطلع العام 2025 حوالى 53% من وارداتها النفطية، بحسب الصحافة الاقتصادية المحلية، ما يضع نيودلهي في وضع حرج في ظلّ تصاعد التوتّرات في المنطقة، رغم ازدياد الواردات النفطية الروسية إلى الهند منذ ثلاث سنوات.

 

وقال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري، على إكس "سنتّخذ كلّ التدابير اللازمة لضمان استقرار إمدادات الوقود لمواطنينا".

 

وأشار "نوّعنا مصادر الإمداد في السنوات الأخيرة.. ويتمتّع موزّعونا باحتياط يكفي لأسابيع وهم يعتمدون على سبل عدة للإمداد"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

 

كوريا الجنوبية


بحسب أرقام قطاع النفط الوطني، يعبر حوالى 68% من واردات النفط الخام إلى كوريا الجنوبية عبر مضيق هرمز، أي حوالى 1,7 مليون برميل في اليوم وفق تقديرات الوكالة الأميركية للمعلومات حول الطاقة.

 

وتعتمد كوريا الجنوبية بشكل خاص على السعودية التي زوّدتها العام الماضي بثلث وارداتها النفطية لتصبح أكبر مزوّد للنفط في البلد.

 

وجاء في بيان صادر عن وزارة الطاقة الكورية الجنوبية "ما من اختلالات راهنا في واردات كوريا الجنوبية من النفط الخام والغاز الطبيعي المسال، لكن أزمة إمداد قد تطرأ بحسب تطوّر الوضع".

 

وأشار البيان إلى أن "الحكومة والجهات المعنية في القطاع أعدّت العدّة لحالات الطوارئ مبقية على احتياط استراتيجي من النفط يوازي حوالى مئتي يوم من الإمدادات ومخزون كاف من الغاز الطبيعي المسال".

 

اليابان


تستورد اليابان 1,6 مليون برميل من النفط الخام في اليوم عبر مضيق هرمز، بحسب الوكالة الأميركية للمعلومات حول الطاقة.

 

وبالاستناد إلى بيانات الجمارك اليابانية، كان 95% من النفط الخام الوارد إلى الأرخبيل العام الماضي يأتي من الشرق الأوسط.

 

وبدأت شركات شحن منتجات الطاقة في البلد تكيّف ترتيباتها. وأفادت مجموعة "ميتسوي او اس كاي" وكالة فرانس برس "نتّخذ تدابير لنخفّض قدر المستطاع فترات بقاء سفننا في الخليج".

 

بلدان أخرى


استوردت بلدان أخرى في آسيا مليوني برميل من النفط الخام في اليوم عبر مضيق هرمز في الربع الأول من العام كانت أبرزها تايلاند والفيليبين. لكن أوروبا (0,5 مليون) والولايات المتحدة أيضاً (0,4 مليون) كان لهما أيضاً حصّة من النفط العابر في المضيق.

 

بدائل محدودة


قد تحاول البلدان الآسيوية تنويع مصادر الإمداد، لا سيّما من خلال زيادة مشتريات النفط الأميركي، لكن من المستحيل تعويض إجمالي الكمّية الواردة من الشرق الأوسط.

 

وعلى المدى القصير، "قد يوفّر الاحتياط العالمي من النفط ومخزون الإنتاج في "أوبيك+" وإنتاج الغاز الصخري الأميركي حماية نسبية"، بحسب خبراء في مصرف "MUFG".

 

وتتمتّع السعودية والإمارات ببنى أساسية تسمح بتفادي العبور في مضيق هرمز، ما قد يحدّ من رقعة الاختلالات في حال حدوثها. غير أن طاقة العبور التي تقدّرها الوكالة الأميركية للمعلومات حول الطاقة بحوالى 2,6 مليون برميل في اليوم تبقى محدودة جداً.

 

أما خطّ أنابيب التصدير غورة-جاسك الذي أنشأته إيران للتصدير عبر خليج عمان والذي لم يستخدم منذ العام الماضي، فلا تبلغ طاقته القصوى سوى 300 ألف برميل في اليوم.

الجبال

نُشرت في الاثنين 23 يونيو 2025 03:30 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.