عمار الحكيم يدعو إلى مشاركة واسعة في الانتخابات ويحذّر من "عودة الدكتاتورية"

7 قراءة دقيقة
عمار الحكيم يدعو إلى مشاركة واسعة في الانتخابات ويحذّر من "عودة الدكتاتورية" عمار الحكيم (فيسبوك)

دعا زعيم تيار الحكمة عمّار الحكيم، الجمعة 27 حزيران 2025، إلى مشاركة واسعة في الانتخابات، فيما حذّر مما وصفه "العودة إلى حكم الدكتاتورية"، مؤكداً أن "الاستهتار ما زال يهدد أمن المنطقة"، في إشارة للهجمات الإسرائيلية على إيران وغزّة ولبنان.

 

وقال الحكيم في كلمة له خلال تجمع بمناسبة شهر محرم تابعتها "الجبال"، "نقف مجدداً على أعتاب شهر محرم لنستذكر الرسالة الخالدة التي ترفض الذل. لن نحيد عن مسار الحق ونصرته والدفاع عن المظلومين في كل زمان ومكان".

 

واضاف، "نحن على أعتاب مرحلة هامة ومصيرية وحساسة من تاريخ بلدنا والمنطقة. تجمعنا اليوم لابد أن يكون ركيزة للثبات على القيم والمبادئ الحسينية وقاعدة نحو الانطلاق بعزم وثقة وطمأنينة في العمل نحو خدمة ديننا وبلدنا وأهلنا ودافعاً للمشاركة الفاعلة في رسم المسار وتحقيق الاستقرار في بلدنا ومنطقتنا".

 

وأضاف، "كنا وسنبقى على العهد ملتزمين بخط الشهداء والمضحين فمنهجنا حسيني وقيمنا حسينية ما دام فينا عرق ينبض لبيك يا حسين. ما دمنا على الحق لا نبالي إن وقع الموت علينا أو وقعنا على الموت".

 

وتابع، "نقف معاً عند محاور حساسة، وهي:  

 

أولا: العدوان الذي شنّه الكيان الإسرائيلي الغاصب والولايات المتحدة الأميركية على الجمهورية الإيرانية، والاستهتار الذي ما زال يهدد أمن المنطقة ويزعزع السلام فيها في غزة والضفة ولبنان واليمن وسوريا، لا يمكن السكوت عنه أو المرور عليه بشكل عابر.

 

العدوان الذي شُنّ على الجمهورية الإسلامية يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ويهدد أمن وسلام المنطقة بأسرها.

 

إيران دولة مسلمة وعضو مؤسس في منظمة التعاون الإسلامي ولها حضور وتأثير معروف في محيطها، ولها علاقات متينة مع دول المنطقة والعالم، ولها دور كبير وإيجابي في مساندة النظام السياسي في العراق منذ أوائل تشكيله في 2003 وليس من الإنصاف والمروءة أن نقف متفرجين في هذا الصراع.

 

من أهم الأسس التي تشكّل وفقها القانون الدولي ومجلس الأمن هو الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. فالتغاضي والتسامح مع المنهج العدواني في منطقتنا يعرض بلداننا وشعوبنا للخطر المباشر حاضراً ومستقبلاً.

 

إلى متى يبقى المناخ السياسي في منطقتنا مشدوداً ومتوتراً؟.. وإلى متى يبقى خيار الاستعداد للحرب هو الأولوية على حساب التطوير في شعوبنا وبلداننا؟. هل من المعقول تهديد منطقة بأكملها وبأهميتها الاستراتيجية من أجل كيان غاصب؟.

 

سبق أن أكدنا بأن موقفنا هو عدم جعل العراق ساحة للصراع، ولن نكون منطلقاً للحرب أو الاعتداء على أحد، إلا أن موقفنا هذا ليس على حساب نصرة الحق والدفاع عن حقوق شعوبنا وبلادنا المسلمة وجيراننا.

 

لا يمكن السكوت عن القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين بالعيش بأمان واستقرار مثل سائر البشر. ما زلنا نطالب المجتمع الدولي بالخروج من صمته المخجل تجاه المجازر التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي.

 

نرفض رفضاً قاطعا أي استهداف للجمهورية الإيرانية مثلما نرفض الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لغزة والضفة ولبنان واليمن وسوريا، ولن نتنازل عن الدفاع والتبني لقضايا أمتنا العربية والإسلامية.

 

أجدد دعوتي لجميع البلدان العربية والإسلامية للوقوف صفاً واحداً لدعم جهود الأمن والاستقرار وادعو بالخصوص الجمهورية الإسلامية في إيران والجمهورية التركية والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ومصر العربية وجمهورية العراق، إلى تمتين علاقتهم وفق مرتكزات صلبة وركائز استراتيجية بعيدة المدى واستحضار الأدوار الإسلامية والتاريخية في لم شمل المسلمين والحفاظ على حققوهم ومصير حقوقهم، حيث لا يمكن تحقيق الاستقرار لبلادنا دون الوحدة والتلاحم في الرخاء والشدة.

 

الوحدة سر قوتنا وتكاتفنا هو سر نجاحنا وازدهار شعوبنا، ومن دون ذلك سنكون أسرى العنف والتطرف والفرقة ولن يسلم أحد من تداعيات الحروب الطويلة في المنطقة.

 

لدينا أهداف اقتصادية كبيرة ولدينا فرص تنموية عظيمة لا بد من استثمارها وإلا سنكون ضحية الأطماع التوسعية الإقليمية والدولية التي تسعى لسلب السيادة والاستقلال من دول المنطقة

 

ثانياً: قطعنا في العراق أشواطاً كبيرة ومهمة في استتباب الأمن والاستقرار السياسي والمضي نحو تطوير البلد في جوانبه كافة ودفعنا في سبيل ذلك تضحيات كبيرة وجسيمة لا يمكن التهاون فيها ولا يمكن بالسماح بتهديد تلك المنجزات تحت أي ظرف كان.

 

أبلغنا القيادة الأميركية أن العراق ذو سيادة ولا يريد أن يكون طرفاً في أي حرب أو نزاع ولا مصدر تهديد لأحد ولكن في الوقت ذاته لا يريد أن تفرض عليه إملاءات من أي جهة تخالف إرادته الوطنية.

 

لسنا مع الصراع ولا مع الاستسلام نحن مع التوازن الذي يحفظ للدولة هيبتها. لا تجعلونا في زوايا حادة تجاه قضايانا المركزية نحن شعب. لا نرضى الذل والهوان نحن بلد ديمقراطي اتحادي يؤمن بالتعددية والحريات وانصاف المظلومين وتحقيق العدالة وفي الوقت ذاته نحن شعب مسلم حسيني الهوى علوزي الفكر والمنهج شعارنا كان وسيبقى هيهات من الذلة.

 

لن نحيد عن مسار الحق وأهله ولن نحيد عن حقوق شعبنا ونصرة المظلومين والدفاع عنهم سنسعى بكل مكا لدينا من قوة بحفظ العراق وبناء دولة قوية ومستقلة وتمكين شعبنا بأن تكون لها حياة حرة وكلمة مسموعة في شؤون المنطقة.

 

لن نسمح بتهديد ما تم تحقيقه من منجزات على صعيد الانفتاح الدولي والاستثمار والتطور السياسي والامني الملحوظ في البلاد.

 

العراق سيكون دوماً محطة للحوار وجسراً للتقارب لا ساحة للصراع، وعلينا جميعاً أن نستثمر الفرصة التاريخية لبناء استقرار إقليمي حقيقي يقوم على التعاون.

 

ثالثاً: نحن على أبواب استحقاق وطني كبير في ظرف أمني وسياسي حساس تعيشه المنطقة ألا وهو الانتخابات البرلمانية المزمع إقامتها نهاية هذا العام.

 

ان تزامن هذه الانتخابات مع الأحداث الجارية في المنطقة وبعد الانجازات السياسية الملموسة على كافة الأصعدة، يتطلب منا أن نستثمر هذا الظرف الوطني الدقيق للتعبير عن حرصنا على مستقبل أجيالنا وسيادة الدولة من خلال المشاركة الواسعة.

 

يجب أن لا نسمح للأصوات المحبطة أن تدب في صفوفنا او النيل من عزيمتنا الوطنية.

 

أخاطب شبابنا وأدعوهم غلى عدم تضييع الفرصة التاريخية للحفاظ على مستقبلهم وبلدهم وشعبهم. بلدكم اليوم بأمس الحاجة لكم لا تركنوا لأصوات المحبطين وتبقى المشاركة الواسعة هي السبيل في اختيار من يمثلكم.

 

صناديق الاقتراع هي سلاحكم في البناء والإعمار، ولو تمت إدارة العراق من دون انتخابات نزيهة وشفافة كيف سيكون الحال؟.. ما هو البديل عن ذلك سوى إعادة حكم الدكتاتورية والاستبداد. كونوا سبباً في دفع بلدكم نحو الأمام والمستقبل الضامن لأجيالكم، ولا تبتعدوا عن المواجهة الإيجابية يا شباب الحكمة".

 

 

الجبال

نُشرت في الجمعة 27 يونيو 2025 07:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.