أعلن النحات الكوردي البارز، زيراك ميرا، عن خطة لبناء "نصب سلام" باستخدام بقايا الأسلحة التي دمرها مقاتلو حزب العمال الكوردستاني (PKK) يوم الجمعة، في خطوة أولى نحو عملية التجريد الذاتي من السلاح للمجموعة.
وفي مراسم تاريخية، قام 30 مقاتلاً من حزب العمال الكوردستاني، بينهم أربعة قادة، بتدمير وحرق أسلحتهم بالقرب من كهف "جاسانا" في منطقة دوكان بمحافظة السليمانية يوم الجمعة. ذلك بعد حوالي خمسة أشهر من دعوة زعيم الحزب المسجون، عبدالله أوجلان، إلى حل الفصيل ونزع سلاحه.
ميرا، وهو من إقليم كوردستان العراق، طلب من السلطات المعنية تزويده بقطع من الأسلحة المدمرة ليخلّدها في عمل فني كدليل على روح السلام لدى الشعب الكوردي.
وفي تصريح لـ"الجبال" يوم السبت، قال الفنان: "هذا المشروع بالنسبة لي هو أكثر من مجرد عمل فني؛ إنه رسالة إلى محبي السلام في جميع أنحاء العالم. هذا النصب سيكون شاهداً على أننا، نحن الكورد، شعب مسالم".
وأضاف: "لقد طلبت الإذن من السلطات المعنية للبدء في هذا المشروع، ويسعدني أن أعلن أنه تم إبلاغي بأنه يمكنني الحصول على بقايا الأسلحة النارية".
أعمال ميرا الفنية كرموز للمقاومة والسلام
يُعرف ميرا بأعماله الفنية التي تستخدم بقايا الحروب للتعبير عن السلام. ففي عام 2003، قام بنحت تمثال التطهير، وهو تمثال كبير على شكل حذاء مصنوع من أحذية مهملة ومعدات عسكرية تابعة لجنود النظام البعثي. وقد تم تثبيت التمثال في مدينة كركوك ليحل محل تمثال الدكتاتور العراقي المخلوع صدام حسين.
وفي العام نفسه، قام أيضاً ببناء تمثال شمس الحرية من بقايا المعدات العسكرية البعثية. تم الكشف عن هذا التمثال في ساحة الفردوس ببغداد، والتي كانت موطناً لتمثال صدام الضخم الذي دمره المدنيون العراقيون ومشاة البحرية الأميركية بعد الغزو الأميركي عام 2003.
وفي عام 2016، نحت ميرا نصب برخودان (المقاومة)، وهو تمثال، تكريماً للمقاتلات الكورديات في كوباني بشمال سوريا. أصبح هذا العمل الفني رمزاً لمقاومة المدينة الكوردية، وتم اعتماده كرمز رسمي للعديد من المؤسسات المحلية في شمال الشرق سوريا، بما في ذلك "جامعة كوباني" و"مهرجان كوباني السينمائي الدولي" الذي يقام سنوياً في ألمانيا.
تم عرض أعمال الفنان في أكثر من 120 معرضاً مشتركاً، وثمانية معارض فردية على الأقل في إقليم كوردستان والخارج. ولديه ما لا يقل عن 12 منحوتة كبيرة مثبتة في إقليم كوردستان، العراق، سوريا، إيران، ألمانيا، وهولندا.
واختتم ميرا تصريحه بعبارة مؤثرة تذكر بالتكلفة البشرية لأربعة عقود من الصراع: "لتحترق الأسلحة وتشتعل، لكن ليكن اللهيب بعيداً عن حرق روح الأم".