علّق الخبير الأمني، سيف رعد، على بيان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، الذي كشف فيه نتائج استهداف رادارات الجيش العراقي.
وقال رعد لـ"الجبال"، إن "البيان يؤكد أن الطائرات المستخدمة في الهجمات مُصنّعة خارج العراق مما يشير إلى تورط جهات لديها إمكانيات تكنولوجية متقدمة أو لديها القدرة للوصول إلى أسواق دولية للأسلحة وهنا لا نستبعد أي جهة سواء كانت تابعة لمخابرات اقليمية أو دولية".
وأشار رعد إلى أن "تأكيد انطلاق الطائرات المسيرة من مواقع داخل الأراضي العراقية يعني أن الجهة المنفذة لديها قواعد تشغيلية ومواقع داخل البلاد سواء كانت فصائل محلية أو خلايا تابعة لجهات خارجية مع تأكيد نتائج التحقيق بأن الطائرات المستخدمة من نوع واحد يشير بأن هناك تنظيم مركزي موحد للهجمات تقف وراءه أهداف استراتيجية تبتدء بخلط الأوراق ونشر الفوضى وهذا يقلل من احتمالية أن تكون الهجمات عشوائية أو منفصلة، بل يدعم فرضية تورط جهة واحدة تعمل بشكل منظم وهذا ماذكرته سابقاً بأن الهجمات تقف خلفها خلايا مدعومة من جهاز مخابرات أجنبي".
وأكد أن "البيان تجنب ذكر الجهة المنفذة بشكل صريح بسبب حساسية المعلومات مثل الكشف عن جهة مثل الموساد أو فصائل موالية لإيران قد يثير توترات داخلية أو إقليمية خاصة في ظل الوضع السياسي الهش في العراق، وقد تكون استراتيجية أمنية"، لافتاً إلى أن "إبقاء الجهة المنفذة غامضة قد يكون لمنع ردود فعل مباشرة أو تصعيد غير محسوب في الداخل وهذا ما قد تسعى إليه تلك الهجمات، بالإضافة يجب الأخذ بعين الاعتبار بأن الأجهزة الأمنية تحتاج بعض الوقت لإكمال التحقيقات بشكل كامل".
وكان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة صباح النعمان، كشف الجمعة 18 تموز 2025، ما توصلت له التحقيقات بشأن الاستهدافات التي طالت الرادارات العراقية وهجمات الطائرات المسيّرة.
في السياق: هجمات المسيّرات المتكررة: السوداني "يخشى" المواجهة.. والعقوبات تهدد الفصائل والحكومة
وقال النعمان في بيان تلقت "الجبال" نسخة منه، إنه "بناءً على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، الخاصة بتشكيل لجنة تحقيقية عليا تضم كبار الضباط والمختصين، للنظر في حوادث الاستهداف التي طالت عدداً من مواقع الرادارات التابعة للقوات المسلحة العراقية، من خلال استخدام طائرات مسيّرة انتحارية في توقيتات متزامنة، استهدفت منظومات دفاعية في عدّة قواعد عسكرية داخل البلاد، وبعد جهود أمنية واستخبارية وفنية دقيقة ومكثفة، أسفرت التحقيقات عن التوصّل إلى نتائج مهمة وحاسمة، أبرزها:
- تحديد منشأ الطائرات المسيّرة المستخدمة في الهجمات، والتي تبيّن أنها تحمل رؤوساً حربية بأوزان مختلفة ومُصنّعة خارج العراق.
- رصد أماكن انطلاق تلك الطائرات بدقة، وقد ثبت أنها انطلقت من مواقع محددة داخل الأراضي العراقية.
- الكشف عن الجهات المتورطة في تنفيذ وتنسيق هذه العمليات العدائية.
- إجراء تحليل فني شامل لمنظومات التحكم والاتصال المستخدمة في تسيير الطائرات، ما مكّن الجهات الاستخبارية من جمع بيانات دقيقة دعمت نتائج التحقيق.
- تأكيد اللجنة التحقيقية أن جميع الطائرات المسيّرة الانتحارية المستخدمة في الاستهداف هي من النوع نفسه، ما يدل بوضوح على أن الجهة المنفّذة واحدة".
إقرأ/ ي أيضاً: برلماني يتحدث عن "طرف ثالث" وراء استهداف الرادارات في العراق
وأضاف، "واستناداً إلى ما تقدّم، تؤكد القيادات الأمنية والعسكرية بأنها لن تتهاون مع أي تهديد يستهدف أمن وسلامة قواتنا المسلحة ومقدّرات الدولة العراقية، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق جميع المتورطين، وإحالتهم إلى القضاء العراقي العادل، لينالوا جزاءهم وفقاً للقانون".
وبيّن، أن "هذه الاعتداءات العدوانية الجبانة تُعدّ انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية، ولن يُسمح لأي طرف، داخلياً كان أم خارجياً، بالمساس بأمن العراق واستقراره".