لم يروا بلادهم.. قصص أطفال عائدون إلى سوريا الجديدة بعد تجربة اللجوء في تركيا

3 قراءة دقيقة
لم يروا بلادهم.. قصص أطفال عائدون إلى سوريا الجديدة بعد تجربة اللجوء في تركيا لاجئون سوريون عائدون إلى بلادهم

تكاد لا تعرف ريان عساني شيئاً تقريباً عن سوريا التي لم تنشأ فيها، لكن في غضون دقائق ستعبر بوابة جيلفي غوزو الحدودية مع والديها باتجاه بلادها التي شهدت سقوط حكم بشار الأسد الأحد.

 

بصوت بالكاد يُسمع، تقول الفتاة ذات الأعوام الثمانية والشعر الأسود الطويل "سيكون الأمر رائعاً".

 

وتعترف شقيقتها الكبرى مروة (17 عاما) بأنّها "بكت كثيراً" الأربعاء في الحافلة أثناء مغادرة اسطنبول التي لجأت عائلتها إليها في العام 2012 هرباً من الحرب.

 

على بعد أمتار قليلة، يحمل رجل ابنه الصغير بين ذراعيه وقد لفّه بالعلم التركي، بينما تغطّي الشوكولاته فمه.

 

ومثل الكثير من اللاجئين السوريين البالغ عددهم ثلاثة ملايين شخص على الأراضي التركية، سارع الأب مع زوجته وابنه للعودة إلى دمشق التي يتحدّر منها. ويقول: "نريد أن نشكر تركيا على استقبالنا".

 

"قبلة على الخد"


في الطابور الطويل الذي تشكَّل منذ الفجر، تقف مؤمنة حامد مرتدية معطفاً أسوداً ووشاحاً وردياً بينما تراقب توأميها حسام ووائل (6 أعوام).

 

يعرب وائل عن أمله في أن تكون هناك قطط في حماة وجهتهم النهائية في وسط سوريا، ويقول: "سوريا أكبر من اسطنبول".

 

وبينما ينظر إلى والدته، يضيف أنّ أكثر ما سيفتقده في اسطنبول هم "أصدقائي... ومعلّمتي".

 

من جهته، يقول شقيقه حسام أنّه سيفتقد لصديقته، ويعترف لوالدته أنّها "أعطته قبلة على الخد" بينما كانت تودّعه.

 

"كتاب اللغة التركية"

 

كذلك، حضرت عائلة الخضر إلى المعبر وهدفها الوصول إلى إدلب التي تبعد أربعين دقيقة بالسيارة.

 

وتقول ليلى ذات الـ(12 عاما) التي تضع قبعة تغطّي أذنيها "سيكون الأمر أفضل من تركيا"، رغم أنّها تبدو كما لو أنّها لا تصدّق ذلك كثيراً.

 

لا تعرف الفتاة التي تجرّ وراءها حقيبة سوداء كبيرة وقديمة، كيف ستكون سوريا بعدما تركتها مع والدتها ندى عندما كانت في الشهر السادس من عمرها.

 

ترتدي شقيقتاها الصغيرتان صندالاً باللون الوردي رغم الشتاء القارس. وفيما لا تحمل أيّ منهن ألعاباً، تقول الأم :"والدهن سيحضرها لهن عندما ينضم إلينا بعد بضعة أشهر إن شاء الله.. في الوقت الحالي، لا يزال يعمل في تركيا".

 

توضح ليلى بخجل أنّها تحمل في حقيبتها "كتاب اللغة التركية"، بينما تضيف الأم "وقرآناً".

 

وتقول ليلى التي لا تعرف متى تبدأ المدرسة تحديداً في سوريا، إنّها "تقرأ العربية قليلاً".

 

قبل مغادرتها، لم تخبر هذه الأخيرة أصدقاءها في اسطنبول أنّ الأربعاء هو يومها الأخير في المدينة. وتقول: "كنت حزينة جداً، ولكنني لم أرِد أن يحزنوا أيضاً".

الجبال

نُشرت في الجمعة 13 ديسمبر 2024 05:25 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.