تشكو محافظة الديوانية، من "تلكؤ" شركة إسبانية، كان قد أُحيل إليها مشروع تأهيل 42 حيّاً سكنياً داخل المحافظة بقيمة تتجاوز 320 مليار دينار عراقي، الشركة وبحسب مسؤولين في المحافظة، "وهمية ويقف خلفها فصيل مسلّح".
ووثقت كاميرا "الجبال"، مشاهد من أعمال الشركة في صبّ المنهولات الخاصة بأعمال المجاري داخل أحد الأحياء السكنية المشمولة بالتأهيل، حيث تبيّن استخدام "برميل بلاستيكي" يستخدم محلياً في صناعة "الطرشي" من قبل الشركة المنفذة كقالب للصبّ، إضافة إلى استخدام "سلّة بلاستيكية" كقالب مجرى في حي الفرات، أحد الأحياء الـ 42.
حديث عن فصيل مسلّح على الخط
عضو مجلس محافظة الديوانية طارق البرقعاوي، أشار إلى أن "الشركة الإسبانية الوهمية التي تقوم بتأهيل أكثر من 40 حياً في مدينة الديوانية وبقيمة تتجاوز الـ320 مليار دينار، يقف خلفها فصيل مسلّح يحمل اسم (أنصار الله الأوفياء)".
البرقعاوي، وخلال أحد المؤتمرات الصحفية، حمّل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، "مسؤولية هذه الإحالة الفاسدة وأن هذه الميليشيا المسلحة تتحمل مسؤولية خراب الديوانية".
من جانبه، كشف عضو مجلس النواب العراقي باسم الغرابي، في ذات المؤتمر، عن أن "مجسر النسيج في الديوانية قد أحيل للشركة الإسبانية نفسها"، معتبراً هذا الأمر "استخفافاً بأهالي الديوانية".
تواطؤ من بغداد
البرقعاوي، صرّح لمنصّة "الجبال"، قائلاً: إن "الشركة الإسبانية المدعوة (كونتراتاس اغليسياس أس أيه) شركة مجهولة الهوية، تتولى مشروعاً عملاقاً يتمثل بإعادة تأهيل 42 حياً وسط محافظ الديوانية. علماً أن أعمالها سيئة جداً وبطيئة، وعمّالها بأعداد قليلة وآلياتها كذلك، أما الخروقات المسجلة على الشركة في الديوانية لا تعد ولا تحصى، ولكن نحن نقف مكتوفي الأيدي".
وأضاف البرقعاوي، "هناك تواطؤ واضح من بغداد مع الشركة، فعلى الرغم من أنه قد صدر بحق الشركة قرار من وزارة الإعمار والإسكان في نوفمبر 2023، أُحيل إليها مشروعاً بهذه الضخامة بمبلغ يتجاوز الـ 320 مليار دينار، وحدث هذا في زمن محافظ الديوانية السابق ميثم الشهد، الذي لم يحرك ساكنًا آنذاك".
رئيسة لجنة الخدمات والبلدية في مجلس محافظة الديوانية، زينب عبد الكاظم، علقت على الموضوع خلال حديث لمنصّة "الجبال"، قائلة: إنها "قامت بإعداد تقرير مفصل عن الأخطاء التي لا تعد ولا تحصى في المشروع، وبناء على ما ورد في التقرير أتت لجنة وزارية حققت في مضمون التقرير، واستطلعت جميع الأحياء، ولكن في النهاية، لم يُسحَب العمل من الشركة الإسبانية الوهمية".
عضو مجلس محافظة الديوانية حسن دنين، أشار إلى أن "الشركة الإسبانية هي شركة متلكئة وفشلت في محافظة أخرى، وحُجزت أموالها المنقولة وغير المنقولة، وأعمالها اليوم شبه متوقفة، أما طريقة عملها فهي توكل أعمالها لمتعهدين ومقاولين، لعدم امتلاكها آليات بذريعة عدم وجود التمويل".
حسنين جاسم، مواطن من أهالي حي الجامعة في محافظة الديوانية: علق عبر "الجبال" على وضع منطقته المشمولة بالتأهيل من قبل الشركة الإسبانية، قائلاً: "يعد حيّنا أحد الأحياء الـ 42 التي تقوم بإعادة تأهيلها الشركة الإسبانية، ووتيرة العمل بطيئة وسيئة للغاية، فقد حفرت الشركة الحي وجعلتنا في مواجهة الأمطار والحفر، حتى أن سيارة من نوع ستاركس قد سقطت في إحدى الحفر التي خلفتها الشركة في وقت سابق".