من المقرر أن يتوجّه فريق من دائرة شؤون الشهداء والمؤنفلين وصحة قضاء "كويسنجق" التابع لأربيل، إلى العاصمة بغداد، لغرض الاجتماع مع فريق التنقيب والبحث عن المقابر الجماعية هناك.
سيذهب الفريق من كويسنجق إلى بغداد، غداً الإثنين الموافق 21 نيسان 2025، رفقة مجموعة من ذوي الشهداء والمؤنفلين، الذين لا يزالون بانتظار معرفة مصير أبنائهم وذويهم المفقودين منذ عقود.
وفي شهر كانون الأول من العام 2024، وشباط 2025، تم أخذ عينات من ذوي الشهداء والضحايا على دفعتين، بغية إجراء الفحوصات عليها للتأكد من مطابقة العينات مع عينات الرفات التي تم العثور عليها مؤخراً، والعمل عليها وفق التعليمات.
وبهذا الخصوص، صرحت مدير شؤون الشهداء والمؤنفلين في كويسنجق، تافكة حمه صالح، لمنصة الجبال، اليوم الأحد، بأنه "خلال الزيارة، سنلتقي مع دائرة التنقيب عن المقابر الجماعية، ثم نتوجه إلى السماوة وناحية نقرة السلمان للتأكد من سلامة الجثث التي تم العثور عليها، ومعالجتها".
وأضافت حمه صالح أن "الهدف من الزيارة هو إعادة الجثث إلى كوردستان في أقرب وقت ممكن".
العثور على مئات الرفات البشرية
في 13 شباط الماضي، أفاد مراسل "الجبال" بفتح مقبرة جماعية، عثر عليها جنوب محافظة كركوك، يشتبه باحتوائها على رفات مقاتلين من البيشمركة، حيث تم رفع عينات "DNA" منهم للتعرف على هوياتهم.
وقالت ياسمين منذر، وهي مسؤولة في دائرة الطب الشرعي العراقية، لمنصة "الجبال"، إنه "تم فتح مقبرة جماعية يشتبه أنها تحتوي على رفات 17 جندياً من البيشمركة قتلوا على يد تنظيم (داعش) في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك"، مضيفة: "قمنا بمساعدة من حكومة إقليم كوردستان، بأخذ عينات [DNA] من عوائل الفقودين في محافظة أربيل"، لتحديد هوية الجثث.
وخلال المعركة التي استمرت ثلاث سنوات ضد داعش من عام 2014 حتى عام 2017، دافعت قوات البشمركة عن خط أمامي يبلغ طوله حوالي 650 ميلاً ضد عناصر التنظيم. وقُتل أكثر من 2000 جندي من البيشمركة، فيما أصيب أكثر من 10 آلاف، وأسِر ما لا يقل عن 70 كرهائن خلال عمليات القتال، وفقاً لبيانات تابعة لوزارة شؤون البيشمركة في حكومة إقليم كوردستان.
وقبل ذلك، في 18 كانون الثاني 2025، أعلنت مؤسسة الشهداء العراقية، انتهاء فريق عمل مقابر الجماعية من فتح مقبرة جماعية في منطقة "تل الشيخة" ببادية السماوة، في محافظة المثنى، تضم ضحايا لعمليات "الأنفال" التي نفذها النظام البائد بحق كورد العراق.
وقالت المؤسسة إنه "تم استخراج 155 رفاتاً، جميعها تعود لنساء وأطفال كورد قضوا خلال عمليات الأنفال، التي نفذها النظام صدام حسين في عام 1988"، مضيفة أنه "سيتم تسليم الرفات إلى دائرة الطب العدلي لأخذ العينات منها بهدف التعرف على هويات الضحايا".
وأكدت المؤسسة اكتشاف سبعة قبور أخرى في نفس المنطقة، تم إدخالها ضمن خطط مؤسسة الشهداء لفتحها مستقبلاً، مع احتمال وجود مقابر جماعية أخرى في المنطقة.
وفي 22 كانون الأول 2024 أيضاً، أشرفت مؤسسة الشهداء، على فتح مقبرة جماعية تضم عشرات من ضحايا النظام السابق في نفس المكان. عثر عليها في شهر أيار 2024، عبر الأقمار الصناعية، وكانت تضم في جوفها 50 رفات لنساء وأطفال كورد أيضاً.
صرح محافظ المثنى، مهند العتابي، في وقت سابق بأن "الضحايا تم دفنهم قبل نحو 4 عقود"، مشيراً إلى أن "هناك 23 مقبرة في بادية السماوة لا يزال التنقيب مستمر لتوثيقها".
وارتكب النظام السابق "إبادة جماعية" بحق 180 ألف كوردي، فيما يعرف بجريمة "الأنفال" التي شنها بين عامي 1987 و1988، وتصل أعداد المفقودين بين 1980 و1990 إلى 1.3 مليون شخص جراء القمع، بحسب تقديرات حكومية.