صرحت خالدة خليل، المتحدّث باسم مقر رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، بأن تحقيق عملية السلام في تركيا بحاجة إلى إرادة سياسية، وإن قرار حلّ حزب العمال الكوردستاني "PKK" سيعود بالسلام على جميع المنطقة.
وقالت خليل في حديث مع منصة الجبال، اليوم الثلاثاء، إن "كل عملية سلام تحتاج إلى إرادة سياسية، وإن وجدت الإرادة السياسية كل شيء سيسير على ما يرام"، مضيفة أن "كل خطوة نحو السلام هي خطوة مباركة، والسلام هو السبيل الوحيد لضمان حقوق المواطنين والطريق الوحيد إلى الديمقراطية".
وبحسب قول خليل "السلام ليس فكرة، بل استراتيجية ضرورية لإدارة العملية السياسية في المنطقة وكل العالم، فالسلام أحد مفاتيح الاستقرار بالمنطقة وبالتالي في العالم"، مردفة أن "عملية السلام في تركيا مرتبطة بمدى تطبيق النقاط المتعلقة بحزب العمال في قائمة الإصلاحات المرفوعة إلى البرلمان التركي".
وأشارت المتحدثة إلى أن "السبيل الوحيد للاستقرار في تركيا وسوريا ولدى الأحزاب الكوردية في تلك المناطق هو السلام، إذا حولت نضالها من الكفاح المسلّح إلى العمل السياسي فبالتأكيد ستحقق السلام".
تطرقت خليل إلى دور رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، مسعود بارزاني، في عملية السلام المعلنة في تركيا، قائلة إن "دور الرئيس بارزاني كان رئيسياً ومهماً، كمرجع للكورد وكصاحب خبرة سياسية طويلة كرئيس حزب البارتي، وهذه الخبرة توصل إلى نتيجة أن السلام هو السبيل الوحيد لضمان حقوق المواطنين وإدارة كل عملية"، لافتة إلى أنه "يدعم كل محاولة لتحقيق السلام سواء في تركيا أو في سوريا او في اي مكان كان".
وفيما يتعلق بالمرحلة المقبلة لما بعد حل "PKK"، وما ستؤول إليه الأمور، قالت: "بعد إلقاء السلاح لدى أي طرف، لا نقصد العمال الكوردستاني فقط، تبدأ مرحلة جديدة وهي مرحلة انطلاق العمل السياسي بالطرق السلمية سعياً نحو واقع ومستقبل معيّن يستند على أساس جديد".
وعن أسلوب ومراحل نزع السلاح من الحزب المنحل، أوضحت خليل أنه "ما زال مبكراً الحديث عن ذلك، الأولوية الآن لتحقيق بنود الاتفاق الأساسية والحصول على ضمانات دولية لتطبيق الاتفاق، ومن بعدها يجري الحديث عن ذلك".
ورغم إعلان الاتفاق بين الحكومة التركية وزعيم حزب العمال الكوردستاني، وإعلان حل الحزب، إلا أنه تواصل طائرات الجيش التركي قصف وضرب قرى ومناطق في إقليم كوردستان وشمال سوريا بذريعة ملاحقة عناصر ومقاتلي الحزب المنحل، ما خلف شكوكاً لدى كثيرين حول صدق وجدية تنفيذ الاتفاق.
بهذا الخصوص، قالت خليل إن "قرار حل العمال الكوردستاني كان محل سرور الجميع، حتى أطراف كوردية، لأن نتائج الصراع كانت تقع على سائر المنطقة، واستمرارها يهدّد بتحول الحرب إلى حرب واسعة، لذلك فإن هذه العملية مهمّة جداً"، مضيفة: "في عام 2015 كانت هناك دعوات ومحاولات لإيصال الطرفين لاتفاق وإحلال السلام، لكن لم يتم الالتزام بذلك. لكن نأمل أن يلتزم الطرفان ببنود الاتفاق هذه المرة".
وأكدت أن "السلام هو السبيل الوحيد لوصول الشعوب إلى حقوقها، القضية الكوردية اليوم تتجه بمسار جيد، ونحن متفائلون بذلك، وهناك أمل كبير لدى الكورد جميعاً بأن يتقدّم الوضع أكثر نحو مسار ديمقراطي يضمن السلام للجميع".