"خور عبدالله": خلافات مستمرة.. وصيادون عراقيون يحمّلون شركة استثمارية مسؤولية "إشعال التوتر"

4 قراءة دقيقة
"خور عبدالله": خلافات مستمرة.. وصيادون عراقيون يحمّلون شركة استثمارية مسؤولية "إشعال التوتر" (تعبيرية)

الكويت لا تستجيب لنداءات الدوريات العراقية

رُصد عبور زوارق صيد كويتية إلى المياه الإقليمية العراقية قرب منطقة خور عبد الله في محافظة البصرة، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة التوتّرات البحرية بين العراق والكويت. الحادثة شهدت محاولات من الدوريات البحرية العراقية للتواصل مع الزوارق الكويتية بهدف إعادتها إلى المياه الإقليمية الكويتية، لكن تلك المحاولات قوبلت بتجاهل من الجانب الكويتي.

 

وحسب ما أفادت مصادر مطلعة، فإن الدوريات العراقية حاولت الاتصال بالزوارق الكويتية وطلبت منها العودة إلى حدودها البحرية، إلا أن تلك المحاولات لم تلقَ استجابة من قبل الصيادين الكويتيين. وهذا الأمر دفع الضابط العراقي المسؤول في المنطقة إلى رفع موقف مباشر إلى بغداد، ليتم التعامل مع الحادث عبر القنوات الرسمية.

 

"استفزاز" يثير استياء الشارع البصري

ورغم أن الحادثة تعتبر جزءاً من الخروقات البحرية المعتادة في المنطقة، إلا أن تجاهل الزوارق الكويتية للمطالبات العراقية يعكس عدم احترام للتفاهمات البحرية بين البلدين. هذا الوضع يعزز حالة الاستياء الشعبي في البصرة، حيث يُعتبر ما حدث بمثابة استفزاز جديد ويزيد من مشاعر القلق حول السيادة البحرية للعراق على مياه خور عبد الله.

 

في تصريحات خاصة لمنصّة "الجبال"، أكد رئيس جمعية الصيادين في البصرة بدران التميمي، أن "هذه الحادثة هي استمرار لسلسلة من الخروقات البحرية المتكررة التي تحدث في مياه خور عبد الله".

 

ولفت التميمي إلى أن "ما تغيّر الآن هو تعبير المواطنين في البصرة عن استيائهم بشكل أكثر وضوحاً، وذلك من خلال توثيق الحادثة ونشر الفيديوهات والصور التي تُظهر الزوارق الكويتية داخل المياه العراقية".

 

تنسيق بين القيادات

من جانبه، أوضح مصدر أمني في القوة البحرية العراقية، فضل عدم الكشف عن اسمه، في تصريح خاص لمنصّة "الجبال"، أن "ما حدث هو جزء من التحركات البحرية المعتادة في المنطقة التي تفتقر إلى حواجز مائية ثابتة".

 

وأكد المصدر أن "هذه الحوادث ليست استثنائية وتحدث بسبب التيارات البحرية والرياح التي قد تدفع بزوارق الصيد من كلا البلدين إلى المياه الإقليمية للطرف الآخر".

 

ولفت المصدر إلى، أن "هناك تنسيقاً مستمراً بين القيادات البحرية في العراق والكويت من أجل التعامل مع مثل هذه الحالات وتجنب أي تصعيد".

 

وأوضح أن "المياه الإقليمية العراقية في منطقة خور عبد الله ضحلة وموحلة، ما يجعلها غير مناسبة للتحركات العسكرية أو السياسية، ولكنها تعد منطقة حيوية للصيد".

 

ماذا يقول الصيادون؟

الصياد فلاح التميمي، علق على الموضوع في تصريح لمنصة "الجبال"، قائلاً: إن "ما يجري في منطقة خور عبد الله من تضييق وملاحقة للصيادين العراقيين أمر غير مبرر"، مؤكداً أنهم "لا يقومون بأي تجاوز أو اعتداء، بل يمارسون عملهم في المياه العراقية التي يعرفونها جيداً".

 

وأوضح التميمي: "كنا في الطريق، وبيننا وبين الزوارق الكويتية ربما كيلومتر واحد فقط، وأبنائي الصغار كانوا بصحبتي، وكنا داخل حدودنا أي في أرض العراق دون أن نتجاوز حدودنا، ولم نرتكب أي خطأ فقط كنا نبحث عن رزقنا. لماذا تتم محاربتنا بهذه الطريقة؟".

 

وأضاف: "بدلاً من استهدافنا، عليهم أن يلتفتوا إلى الخلافات القائمة بينهم، وتحديداً الخلافات القائمة بين الشركة الاستثمارية والميناء. فليأتوا بالكويتي من طرفهم، نحن لا علاقة لنا بهم، نحن فقط صيادون نكافح لأجل لقمة العيش".

 

وأشار التميمي إلى أن "وجود شركة استثمارية تُدعى (سمارة) سبّب الكثير من التوتر في المنطقة، قائلاً: "كل يوم يُرسل أحدهم طائرة مسيّرة يصور الموقع، وفجأة تصل الاستخبارات. إلى متى سنظل ندفع ثمن صراعات ليست لنا فيها لا ناقة ولا جمل؟".

 

 

الجبال

نُشرت في الثلاثاء 13 مايو 2025 05:39 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.