33 دقيقة بين ترامب وأحمد الشرع.. ما الذي دار؟

6 قراءة دقيقة
33 دقيقة بين ترامب وأحمد الشرع.. ما الذي دار؟ ولي عهد السعودية محمد بن سلمان مع رئيس أميركا دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع

في اجتماع رباعي دام لـ33 دقيقة فقط، في الرياض، أنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس سوريا الجديد أحمد الشرع قطيعة دامت لأكثر من عقد بين واشنطن ودمشق، إذ بحث الرئيسان ملفات سياسية وأمنية واقتصادية حسّاسة ترسم ملامح العلاقات الثنائية للمرحلة المقبلة. 

 

وصل ترامب صباح أمس الثلاثاء إلى المملكة العربية السعودية بزيارة رسمية، لبحث التطورات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط، وعقد مجموعة اتفاقات تجارية جديدة مع المملكة ودول المنطقة. 

 

وعقب مناقشات مطولة بين العاهل السعودي والرئيس الأميركي، أعلن ترامب أمس أنه سيرفع جميع العقوبات عن سوريا، والتقى ترامب مع الشرع صباح اليوم الأربعاء 14 أيار 2025، باجتماع رباعي حضره ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مباشرة ورئيس جمهورية تركيا رجب طيب إردوغان عبر الفيديو.

 

أظهرت صور من داخل غرفة الاجتماع مصافحة ترامب للشرع، والجلوس معه لتبادل النقاش. لتتوالى التساؤلات حول طبيعة اللقاء، ومضمونه، عن المواقف، وعن النتائج التي توصل لها الطرفان.

 

وبهذا الشأن، ذكر الخبير والمحلل السياسي، معن طلاع، لمنصة "الجبال"، اليوم الأربعاء، أن الاجتماع الذي جمع ترامب مع الشرع جرى بدفع إقليمي، من تركيا والمملكة العربية السعودية، باتجاه إعطاء وقع جديد للعلاقات الأميركية مع سوريا "عنوانه الاستقرار"، مبيناً "هذا كان الهدف الأمثل والعام للاجتماع"، من أجل إعطاء ملمح عام للمنطقة ولسوريا بشكل خاص.

 

وأشار طلاع إلى أن "الاستقرار في سوريا هو المدخل الرئيس لسياسة الولايات المتحدة الأميركية اليوم في المنطقة وفي سوريا أيضاً".

 

وقال الباحث المختص إن الاجتماع استغرق 33 دقيقة، "أكدت الـ33 دقيقة التي دير فيها الاجتماع وجود أجواء إيجابية، والانتقال إلى سياسات تنفيذية مثل رفع العقوبات"، لافتاً إلى أن "ترامب أكد على رفع جميع أنواع العقوبات عن سوريا، وهذا فيه تحديات لأن هناك بعض العقوبات يمكن لترامب رفعها مباشرة، وبعضها الآخر يحتاج للمرور بعمليات مختلفة". 

 

ثلاث ملفات رئيسة

 

كان فتح السفارات بين البلدين جزءاً من الحديث بين ترامب والشرع، وفق طلاع، حيث تم التركيز خلال 33 دقيقة على عدّة ملفات منها (إعادة النشاط الدبلوماسي بإعادة فتح سفارتي الدولتين في البلدين).

 

وبحسب قول المحلل، ناقش الرئيس الأميركي مع نظيره السوري ثلاثة ملفات. "الأول هو الملف الأمني، نوقشت ضمنه محددات العلاقة الأميركية مع سوريا على رأسها موضوع داعش والمقاتلين الأجانب في الأراضي السورية والعلاقات مع إسرائيل وضرورة تحسين المناخات الداعمة لاستقرار الحدود، التي قد تفضي فيما بعد إلى تعزيز مسارات وقف الانتهاكات وكل ما يرتبط المقلقات الإسرائيلية. كذلك مناقشة تحدّي وجود جيش سوري مستقر".

 

والثاني كان الملف الاقتصادي، "ارتبط بدعوة الولايات المتحدة للاستثمار في سوريا خصوصاً في قطاعي النفط والغاز، كذلك التركيز على موضوع تسريع رفع العقوبات المرتبطة بـ (الآيبان) ودخول سوريا إلى نظام (الآيبان) الدولي لتسريع عجلة التنمية. وكان من ضمن المواضيع التي تم الحديث عنها سريعاً هو إطلاق لشركة طيران سورية جديدة". 

 

والملف الثالث ارتبط بالإقليم عموماً، و"تضمن أن تكون سوريا مصدر أمان وعدم تصدير الأزمات إلى دول الجوار، لقد تم التركيز على (عدم استخدام ملفات وأوراق ضاغطة على أمن دول الجوار)، وهنا إشارة واضحة إلى إعادة تعريف العلاقات مع الحركات الفلسطينية في سوريا وأيضاً العلاقة مع إنجاز تحديات سوريا الداخلية بسلاسة"، على حد قول طلاع الذي أوضح أنه "تمت مناقشة هذه المواضيع بسرعة خلال الـ33 دقيقة"، وقال إن "العلاقة بين سوريا والولايات المتحدة دخلت فعلياً مرحلة التطبيع، وستكون هناك سلسلة من الإجراءات التنفيذية خلال الأيام المقبلة".


العلاقات مع إسرائيل

 

وفي وقت سابق نقلت وكالة "رويترز" عن البيت الأبيض أن "الرئيس دونالد ترامب دعا الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام (اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل)"، ما زاد التكهنات بشأن إمكانية تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل.

 

وبهذا الشأن، قال الباحث والمحلل السياسي إن "موضوع تطبيع سوريا مع إسرائيل ليس موضوعاً يجري بقرار فوري، بل يحتاج إلى تراكمات وسلسلة من السياسات المرتبطة بالٌإقليم وبتحسين سياسات الاستقرار، وهذا يرتبط بوجود ثلاث خطوات أساسية وهي: إعادة تنظيم قواعد الاشتباك في الجبهة الجنوبية، وإعادة تنظيم تفاهمات أمنية في المنطقة تسهم في دعم الاستقرار، ثم إجراء إنجازات داخلية لإكمال السلطات الثلاث في سوريا وتحقيق الانتقال في البلد. ليشكل هذا فيما بعد مدخلاً لمناقشة التطبيع من عدمه"، وإن "اليوم، عدم الدخول في عداء مع إسرائيل وفي مناكفات تؤثر على استحقاقات الداخل، هي عناوين بارزة في المشهد السوري".

 

وأردف طلاع "نحن نتحدث عن امتداد سوري جديد في العمق العربي، بالتالي سيكون الموقف السوري منسجماً مع الموقف العربي بنهاية المطاف، وحتى هذه اللحظة هو لم يطبع بشكل كامل مع الكيان الإسرائيلي، وهو يستند على مبدأ المبادرة العربية 2002 التي صدرت في القمة العربية 2002".

 

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، قد صرحت في وقت سابق من اليوم أن "الرئيس السوري أحمد الشرع شكر الرئيس ترامب، وأقر بالفرصة الكبيرة التي أتيحت برحيل الإيرانيين من سوريا"، مضيفة أن "الشرع أكد التزامه باتفاقية فك الاشتباك مع إسرائيل عام 1974".

 

وهذا أول لقاء يجمع رئيسي سوريا والولايات المتحدة الأميركية منذ ربع قرن، حيث عقد آخر اجتماع بهذا المستوى بين البلدين بين الرئيسين الأسبقين حافظ الأسد وبيل كلينتون في آذار من عام 2000.

 

لافا عثمان

نُشرت في الأربعاء 14 مايو 2025 02:20 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.