نحو ستة أشهر تفصل عن موعد الماراثون الانتخابي في العراق، وما يزال التيار "الوطني الشيعي" بزعامة مقتدى الصدر، متمسكاً بموقفه الرافض للمشاركة في تلك الانتخابات، والإصرار على مقاطعتها، وسط تحليلات متباينة بين عدول التيار عن قرار المقاطعة، والتزام عدم المشاركة في انتخابات 2025، فيما يتحدث سياسيون ومراقبون للشأن السياسي العراقي، عن "استحسان إطاري" لمقاطعة الصدر، ويشير محلّلون في ذات الوقت، إلى أن الصدر قد يُحدث "مفاجأة" مع اقتراب 11 تشرين الثاني المقبل، وهو موعد الانتخابات النيابية الذي حدّدته الحكومة.
رئيس "مركز بغداد" للدراسات مناف الموسوي، رأى أن التيار "الوطني الشيعي"، لن يشارك في الانتخابات، وسيمضي في قرار مقاطعته لها حتى النهاية.
وقال الموسوي في حوار متلفز تابعته "الجبال"، "أتوقع مفاجأة من التيار الصدري بالتزامن من الانتخابات المقبلة، قد تكون تلك المفاجأة إعلان المشاركة في الانتخابات، وقد تكون تظاهرات للتيار الصدري، أو قد يقدم السياسيون مشروعاً مقنعاً للصدر".
إقرأ/ ي أيضاً: العاني: أخشى أن يصبح المالكي "رقم واحد" في بغداد.. وبعض السياسيين كالراقص على الحبلين
وأضاف، "لدينا تجربتين للتيار الصدري في موضوع مقاطعة الانتخابات، الأولى: في 2021 عندما قرر الصدر عدم المشاركة في الانتخابات ثم عدل عن قراره، والتجربة الثانية: في الانتخابات المحلية ومقاطعتها من قبل جميع الصدريين، وحتى المحسوبين على التيار".
وتابع، "أرى أن الصدر لن يشارك في الانتخابات"، مبيناً أنه "ليس بإمكان جميع السياسيين حالياً، مقابلة الصدر أو التواصل معه، ولا يمتلكون رقم هاتفه؛ كونه أغلق جميع هواتفه".
وقال: "هناك زعل كبير للمرجعية الدينية على الأداء السياسي بشكل عام، وهناك أزمة شيعية"، مبيناً أن "زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر تعرض لضغوط وصلت إلى حدّ التهديد بالقتل".
واتهم الموسوي، الإطار التنسيقي، بـ"قمع التظاهرات المطالبة بالخدمات"، فيما أشار إلى أن "المتظاهرين في الشوارع الذين يتلقون ضرباً من القوات الأمنية، هؤلاء يعارضون العملية السياسية".
في السياق: مشاركة الصدر في الانتخابات المقبلة ما زالت ممكنة
من جانبه، وصف السياسي علي الفتلاوي، موقف الإطار التنسيقي من مقاطعة الصدر للانتخابات والعملية السياسية بـ"المستحسن"، مشيراً إلى أن "الإطار التنسيقي ليس متشظياً".
وقال الفتلاوي الذي كان حاضراً في ذات الحوار، إن "الإطار التنسيقي يرى في مشاركة التيار الصدري، بأنه سيكون هناك انسيابية في الوصول إلى المجتمع"، مبيناً أن "الإطار مستحسن لموضوع مقاطعة الصدر؛ كونه نعتهم أكثر من مرة بـ(العباسيين) و(الفاسدين)، ويرى الإطار أن لديه 4 سنوات أخرى يستطيع أن يكملها بأريحية".
وأشار إلى أن "مشاركة التيار الصدري في الانتخابات جداً مهمة، حيث سيشكل مع الإطار التنسيقي ما نسبته الثلثين. لدينا الآن رقم واحد بغداد، وواحد دولة، وربما نشهد مستقبلاً واحد تيار صدري، وهذه (الواحدات) عندما تجمع ستشكّل نسبة كبيرة حال دخول التيار في الانتخابات".
وتابع، أن "الإطار التنسيقي ليس متشظياً، ولديه استراتيجية في خوض الانتخابات"، مبيناً انه "حال دخول التيار الصدري في الانتخابات سيحصل على المرتبة الثالثة في قائمة قوة التحالفات التي يتصدر فيها تحالف السوداني ثم تحالف المالكي".
وبيّن، أن "الإصلاح الذي يطالب به التيار الصدري لا يتم عبر مقاطعة العملية السياسية"، قائلاً: "لو كان التيار الصدري غير موافق على القمة العربية لكان (ما تمشي القمة)".