توقّع الخبير في الشأن الاقتصادي والمالي ناصر الكناني، الخميس 12 حزيران 2025، عودة ارتفاع سعر صرف الدولار في العراق خلال المرحلة المقبلة، وذلك بسبب التوتّرات الأخيرة في المنطقة، فيما أشار إلى أن سعر الصرف قد يتجاوز 200 ألف دينار لكل 100 دولار، حال اندلاع حرب في المنطقة.
وقال الكناني في تصريح لمنصّة "الجبال"، إنه "مع التوتّر الأمني الأخير والتهديد والتحركات الأميركية المتمثلة بسحب الدبلوماسيين من العراق وبعض دول المنطقة والتهديدات الامريكية الإيرانية المتبادلة، عاود الدولار الارتفاع بشكل ملحوظ خلال الساعات الأخيرة الماضية، وهذا الارتفاع وفق المعطيات سوف يستمر خلال الساعات والأيام المقبلة مع زيادة التوتّر".
وبيّن، أن "هذا التوتر سيدفع بالكثير من المواطنين نحو سحب الدولار من السوق وكذلك من قبل التجّار، وزيادة كميات الاستيراد خشية من أي طارئ قد يحصل بسبب الحرب المتوقعة في المنطقة"، مبيناً أن "اندلاع أي حرب في المنطقة سوف يرفع الدولار عالياَ في السوق المحلي وسوف يتعدى الـ200 ألف دينار لكل 100 دولار أميركي وربما أكثر من ذلك. لهذا الوضع الاقتصادي العراقي سيبقى مضطرباً وقلقاً وغير مستقر خلال الفترة المقبلة التي سوف تشهد ارتفاعاً مستمراً في سعر الصرف وربما سعر بعض المواد الأخرى الأساسية".
وتشهد المنطقة، توتراً تمثل بانسحابات أميركية من سفارات عدة دول منها العراق، بعد تهديدات إيرانية باستهداف قواعد أميركية.
وفي وقت سابق اليوم، كشفت السفارة الأميركية في بغداد، عن أن عملية إجلاء مواطنيها في بغداد وفي القنصلية الأميركية بأربيل، إلزامية بأمر رسمي وليست طوعية، وذلك بسبب تصاعد التوتّر الإقليمي.
وقالت السفارة في تصريحات تابعتها "الجبال"، إن "عملية إجلاء مواطنينا ليست طوعية بل مغادرة إلزامية بأمر رسمي".
واضافت، "المغادرة فورية ولن نكشف عدد الموظفين المغادرين لدواع أمنية"، مشيرة إلى أن "أمر المغادرة يشمل السفارة في بغداد والقنصلية في أربيل".
ولفتت إلى أن "مغادرة الموظفين الحكوميين غير الأساسيين جاءت بسبب تصاعد التوتر الإقليمي".
إقرأ/ ي أيضاً: سياسي عراقي يتحدث عن تمهيد لضربات استباقية في التحذير الأخير للسفارة الأميركية لدى بغداد
وفي وقت سابق اليوم، قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، صباح النعمان، إن إخلاء بعض العاملين في السفارة الأميركية "إجراء احترازي"، مؤكداً أن "وتيرة الاستقرار تتصاعد".
وقال النعمان في بيان تلقت "الجبال"، نسخة منه، إن "جميع البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية العاملة في العراق تتمتع بأوسع مديات العمل الآمن"، مبيناً أن "إخلاء بعض العاملين في السفارة الأمريكية من العراق أو مناطق أخرى في الشرق الأوسط هو إجراء احترازي تنظمي يتعلق فيهم".
وأضاف أن "قرار الإخلاء لا علاقة له بوجود أي مؤشر أمني ميداني داخل الأراضي العراقية".
وأشار النعمان إلى أن "جميع المؤشرات والإيجازات الأمنية تؤكد تصاعد وتيرة الاستقرار واستتباب الأمن الداخلي في عموم البلاد".
وأوضح أن "القوات الأمنية تواصل تنفيذ خططها بكفاءة عالية لضمان الأمن والاستقرار"، مشيراً إلى أن "التقارير الاستخبارية والميدانية لا تشير إلى وجود تهديدات فعلية من شأنها التأثير على عمل البعثات أو الوضع العام في البلاد".
وتابع: "قيادة العمليات المشتركة وباقي الأجهزة الأمنية تتابع كل التطورات وتؤكد استمرار العمل بمستوى عالٍ من الجاهزية".