(الجبال)
أكد مدير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" - فرع العراق، صلاح الحاج، أن مظاهر التغيرات المناخية أصبحت أقسى على العراق خلال العام الحالي، وأن نسب التصحر في العراق تتفاقم بدرجة أكبر من التوقعات، لافتاً إلى "تحضير المنظمة الدولية لمشروع جديد لمواجهة المشكلة المناخية في إقليم كوردستان".
وكان الحاج قد اجتمع، صباح اليوم الخميس، مع وزيرة الزراعة في إقليم كوردستان بيكرد طالباني ومسؤولي الدوائر التابعة لوزارة الزراعة للاطلاع على وضع الإقليم ونشاط المنظمة فيه.
ويعدّ العراق من الدول الخمس الأكثر تضرراً من مظاهر التغيرات المناخية على مستوى العالم، وفي هذا الخصوص، أشار الحاج في حديث لمنصة "الجبال"اليوم الخميس، إلى أن "مظاهر الجفاف وقلة تساقط الأمطار والحرارة باتت واضحة على البلاد وهي تؤثر بشكل مباشر على الزراعة ودخل الفلاحين واقتصاد البلد بشكل عام، "لذا نعمل مع المؤسسات الحكومية في العراق للحدّ من هذه التأثيرات عبر عدّة وسائل منها ترشيد إدارة مصادر المياه".
وبحسب الإحصاءات الرسمية، أصاب التصحر نحو 37% من مساحة الأراضي الزراعية العراقية، ويعيد الحاج سبب المشكلة بالدرجة الأولى إلى قلّة تساقط الأمطار، موضحاً أن "المشكلة تزيد يوم بعد يوم"، و"نسب التصحر في العراق تتفاقم بدرجة أكبر مما كنا نتوقع".
وفيما يتعلق بدور المنظمة الدولية في الحدّ من الأضرار، قال الحاج إن "المنظمة تعمل بالتعاون مع الحكومة العراقية لحل المشكلة، وقد أنجزنا عدداً من المشاريع الناجحة لهذا الغرض في مجال الزراعة الذكية والاستخدام المستدام للطاقة المتجددة" والمنظمة "تسعى إلى نقل التجربة إلى سائر المحافظات".
وتعاني مدن ومناطق شاسعة من آثار سوء المناخ، وينعكس ذلك جلياً على حياة السكان دفع أعداد كبيرة منهم إلى ترك مالهم وأماكنهم والبحث عن مواطن جديدة أقل ضرراً للمكوث فيها، وأوضح مسؤول المنظمة أنه "لو أخذنا التأثيرات المباشرة، سنلاحظ انه لا توجد محافظة محددة تضررت لوحدها، لكن يمكن القول إن مناطق الأهوار وسط وجنوب العراق هي أكثر المناطق تضرراً من التغيّرات المناخية، خصوصاً بسبب زيادة نسبة الملوحة في المياه"، مضيفاً: "نرى أن التأثيرات أكبر وأقسى هذا العام مقارنة بالعام الماضي وذك نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وقلّة تساقط الأمطار".
وتخصص منظمة الفاو مبلغ 40 مليون دولار للعراق لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية، وبحسب قول مدير المنظمة فإن "تلك المبالغ خصصت من قبل الصندوق الأخضر للمناطق الأكثر تضرراً، لتمويل مشاريع تخص استخدام الطاقة وحماية البيئة واستخدام الأجهزة المتطورة في الزراعة والري ودور النساء ووضع السياسات لإدارة الموارد المائية بأفضل شكل"، لافتاً إلى أنه تم "تحديد تلك المناطق من قبل الحكومة".
وذكر الحاج في حديثه أن "المنظمة تعمل بالتعاون رسمياً مع الحكومة، وأنها تعمل لتوسيع نطاق نشاطها إلى كافة مناطق البلاد".
ووفق قول الحاج، سيتم لأول مرةّ في إقليم كوردستان، "وضع حجر الأساس لمشروع خاص بحماية كل مكونات البيئة والزراعة، وهذه من أهم التدخلات التي تقوم بها المنظمة لحماية البيئة المحلية من أضرار التغير المناخي، وحماية الموارد الطبيعية فيها"، مضيفاً: "نواصل العمل على كافة الصعد في هذا المجال".
