يُعد الثلث الأخير من شهر تموز/ يوليو من أكثر أشهر السنة حرارة في العراق على مستوى العالم، ويُسجل فيه العراق – لا سيما المنطقة الجنوبية – أعلى درجات الحرارة، نظراً لتأثير الكتل الهوائية شبه الاستوائية الجافة، إضافة إلى الطبيعة الجغرافية للمنطقة وقلة الغطاء النباتي. هذا ما تقوله بيانات الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي في العراق.
ونشرت الهيئة العامة للأنواء الجوية، اليوم الأربعاء 23 تموز 2025، تقريراً مفصّلاً، عن أبرز موجات الحرّ الصيفية التي شهدها العراق في العقد الأخير، تزامناً مع اشتداد مظاهر التغيّرات المناخية في العالم، لافتة إلى تحمّل المدن والأقسام الجنوبية من العراق الجزء الأكبر من الحرً والعبء.
ففي مدينة البصرة، سُجلت أعلى درجة حرارة رسمية في تاريخ العراق عند مستوى 53.8°م بتاريخ 22 تموز 2016م، وهو رقم يُعد من بين أعلى القياسات الحرارية المسجلة عالميا لمنطقة مأهولة بالسكان، بحسب التقرير.
وفي العاصمة بغداد، سجلت أعلى درجة حرارة في تاريخها الحديث عند 51.8°م بتاريخ 28 تموز 2020م، وهو رقم مميز في سجلات الرصد المناخي للمدينة.
وفقاً للأرقام، "يحتل العراق مكانة بارزة بين الدول التي شهدت أعلى درجات حرارة مسجلة رسمياً على كوكب الأرض، حيث تأتي البصرة ومدن الجنوب ضمن قائمة المدن العالمية إلى جانب مناطق مثل وادي الموت في كاليفورنيا (54°م) والكويت (53.9°م) وإيران (53.7°م)".
"موجات حر تاريخية"
على مدى العشر سنوات ماضية، شهد العراق موجات حرّ شديدة، غير مألوفة في تاريخ البلاد، سجّلت فيها قيم قياسية للحرارة تفوق نصف الغليان بدرجات، كالتالي:
- في تموز 2016: شهد العراق موجة حر استثنائية وصلت ذروتها بتسجيل الرقم القياسي في البصرة (53.8°م)، مع مستويات حرارة تجاوزت 50°م في معظم المحافظات الجنوبية.
- و تموز 2020: تعرضت البلاد لموجة حر شديدة أخرى، حيث بلغت الحرارة في بغداد 51.8°م، وهي الأعلى في تاريخ العاصمة.
- وفي تموز 2021: شهدت بعض المناطق موجات حر متلاحقة، مع اقتراب درجات الحرارة من أرقام قياسية جديدة، نتيجة امتداد منخفضات حرارية قوية.
"تُعزى هذه القيم القياسية إلى امتداد المنخفض الجوي الحراري الموسمي القادم من شبه الجزيرة العربية، والذي يتزامن مع تعمق المرتفع شبه المداري في طبقات الجو العليا، ما يؤدي إلى سيطرة أجواء شديدة الحرارة نهاراً، تميل إلى الاعتدال نسبيا في ساعات الليل"، وفق تفسير الهيئة.