ماذا يريد الصدر من اجتماع الحنّانة؟.. متخصصون يفسّرون تساؤلات زعيم التيار حول الكتل المرشحة  

6 قراءة دقيقة
ماذا يريد الصدر من اجتماع الحنّانة؟.. متخصصون يفسّرون تساؤلات زعيم التيار حول الكتل المرشحة   مقتدى الصدر (فرانس 24)

أثار اجتماع الحنّانة في النجف، الذي عقده زعيم "التيار الوطني الشيعي" مقتدى الصدر وعدد من المقربين منه مساء أمس الأحد 13 تموز 2025، والتساؤلات التي طرحها خلاله بشأن الكتل الانتخابية، تساؤلات أخرى في المقابل، وذلك حول ما إذا كان للصدر رؤية جديدة إزاء العملية السياسية والانتخابات التي يقاطعها، فيما وصف باحثون، الشروط التي طرحها الصدر خلال الاجتماع والتي يرى أنها واجبة التوفّر في الكتل المرشحة للانتخابات، بـ"الصعبة".

 

الباحث والأكاديمي مجاشع التميمي، رأى، أن اجتماع الحنّانة يوم أمس، وفقاً لما نقله المقرّب من الصدر، صالح محمد العراقي، "وما صدر عنه من تلويح بإمكانية دعم كتلة انتخابية قادرة على تنفيذ شروط الصدر، لا يمكن اعتباره مجرد مناورة سياسية تقليدية، بل هو مؤشر على متابعة دقيقة من الصدر لمسار العملية السياسية، رغم انسحابه منها".

 

وبيّن التيمي في حديث لمنصّة "الجبال"، أن "الصدر يدرك أن جمهوره لا يزال رقماً حاسماً في المعادلة، وصوته يمكن أن يُغيّر النتائج إذا وُجِد طرف يلتزم فعلاً بشروطه، وهي: محاربة الفساد، حفظ السيادة، وتقديم مشروع وطني حقيقي".

 

وأضاف، أنه "في الوقت نفسه، فإن غياب كتلة تحمل هذه المواصفات قد يدفع الصدر لإعادة تقييم قراره، وربما التفكير بالعودة السياسية، لكن ليس بالضرورة عبر الطرق التقليدية أو القوائم المعروفة، فالصدر يملك القدرة على خلق مسارات جديدة خارج السياق المألوف".

 

وختم الباحث والأكاديمي، حديثه بقول، إن "ما جرى في الحنانة ليس مناورات انتخابية، بل محاولة جادة لإبقاء (الكتلة الصدرية الشعبية) حاضرة ومؤثرة، أما بالتصويت، أو – إذا لزم الأمر – بالعودة الكاملة".

 

في المقابل، كان لأستاذ الإعلام والمحلل السياسي غالب الدعمي، تحليل آخر بشأن اجتماع الحنّانة وما طرح من تساؤلات بشأن الكتل المرشحة للانتخابات.

 

وقال الدعمي في حديث لمنصّة "الجبال": "لا أعتقد أن جمهور التيار الصدري سينتخب أية من القوائم المرشحة للانتخابات لصعوبة الشروط التي وضعها زعيم التيار مقتدى الصدر مقابل الدعم الذي سيقدمه للقوائم".

 

وأضاف الدعمي، أن "ما طرحه زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، سيحرج هذه القوائم وربما سيسهم في دفع بعض الفعاليات السياسية في التوجه لتبني ما طرحه الصدر مقابل الدعم على أمل أن يكسبوا دعوته".

 

وأكد المحلل السياسي، أنه "لا أحد يستطيع أن يعلن عن دمج الحشد الشعبي أو حلّه أو تسليم سلاح الفصائل المسلحة ومحاربة الفساد، كما يريد الصدر ذلك وفق ما أعلن بصراحة خلال اجتماع الحنّانة الأخير عبر المقرب منه صالح محمد العراقي".

 

وختم الدعمي حديثه بالقول، إنه "لا يمكن عودة التيار الوطني الشيعي إلى العملية الانتخابية في ظل الظروف الحالية، خاصة مع انتهاء فترة تسجيل القوائم الانتخابية وتقديم المرشحين، والعودة مشروطة بتدخل المفوضية وإعادة فتح باب الترشيح وتسجيل القوائم، وهذا ممكن بتدخل بعض الفواعل السياسية، لكن اعتقد أن قضية العودة أصبحت بعيدة، وهي خارج الحسابات وربما تكون العودة الصدرية في الانتخابات المقبلة، أي ما بعد انتخابات سنة 2025".

 

من جانبه، قال رئيس مركز بغداد للدراسات الاستراتيجية مناف الموسوي، إن "ما كُشف أمس من قبل المقرّب من الصدر، صالح محمد العراقي، بخصوص اجتماع الحنّانة، هو اجتماع نقاش بشأن إمكانية وجود كتلة تنفذ المشروع الإصلاحي للصدر، أو يكون برنامجها الانتخابي قريباً من نقاط الصدر، وهي: حصر السلاح، ومحاربة الفساد، وتفكيك الميليشيات، وتقوية الجيش والشرطة، وعدم التبعية إلى الخارج، وحتى الساعة لم يصدر أي بيان عن نتائج هذا الاجتماع".

 

وأوضح الموسوي، في حديث لـ"الجبال"، أنه "بعد هذا التطور يبقى الأمر مفتوحاً، فقد تكون هناك دراسة للبرامج التي تعمل على بعض الكتل، والأهم من ذلك هو ما أكّد عليه الصدر، حتى في حال وجود كتلة تقدّم برنامجاً قريباً من المشروع الإصلاحي للصدر، ما هي الضمانات التي يمكن أن يحصل عليها الصدر في تنفيذ هذه البرامج ما بعد الانتخابات، ولهذا نعتقد أن الأمر ما يزال محلّ نقاش وحوار ولا يمكن البتّ به أو الحديث عن إمكانية تطبيقه".

 

وكشف صالح محمد العراقي، المقرب من زعيم التيار "الوطني الشيعي" مقتدى الصدر، عن اجتماع، "سأل" فيه الصدر عن الكتل المرشحة للانتخابات.

 

وقال "صالح محمد العراقي": "أكتب كلماتي هذه واجتماعنا معه في الحنانة ما زال مستمراً .يسألنا: مَن مِن الكتل المرشحة للانتخابات برأيكم يمكن أن يكون برنامجها: الاستقلال بلا تبعية، وحصر السلاح بيد الدولة، وتقوية الجيش والشرطة، وحلّ الميليشيات، ودمج الحشـد الشعبي في القوات الأمنية أو تنظيمه، والتمسّك بحبّ الوطن، وكشف الفاسـدين والسعي للإصلاح؟".

 

وتساءل الصدر وفقاً لما نقله "العراقي": "ما هي الضمانات التي يمكن أن تؤخذ منها مقابل إعطائها أصوات الشرفاء؟".

 

والأربعاء الماضي، تحدّث زعيم التيار "الوطني الشيعي"، مقتدى الصدر، عن مشاركته في الانتخابات وانسحابه ومقاطعته خلال الفترة الماضية.

 

وقال الصدر في تدوينة على منصة "إكس" تابعتها "الجبال"، إنه "في ما مضى من الأعوام فقد تجرعت السم وتحلمت الجراحات ونزلت عند رغبة القيادات آنذاك وقررت سابقاً خوض غمار السياسة والانتخابات متمنياً أن يكون تواجدنا باباً للإصلاح".

 

 واستدرك بالقول: "ولكن عبثاً، فتيار الفساد جارف والتناغم مع لقمته أدسم والباقي معي كالقابض على جمرة من نار".

 

وأضاف: "فمن لا يعير اهتماماً للشرع والعقيدة والسيرة (...) ولا يتناغم مع قرارات المرجعية ولا وصاياها ولا يأبه لمطالب الشعب فلن يكشف اللثام عن الفساد ولا يميط الأذى عن الشعب ولا يزيح التبعية ولن يتأدب عن وقاحة الميليشيات ولن يهيب القوات الأمنية وسلاحها. حاولنا مراراً وتكراراً ولكن هيهات هيهات لما يوعدون ويوقعّون".

 

وتابع: "فكان الفراق أولى (...) وما كان الأنداد أضداداً لي فحسب بل من حالفنا خالفنا سراً وجهراً فزهدت بهم وبها فهي عندي أهون من عفطة عنز مرضى. فمشاركتهم قد تودي بي إلى نار تلظى".

 

وأشار إلى أنهم "إن أرادوا إعلاء كلمة الإسلام والمذهب ففي الإصلاح إعلاء وفي نهج المعصوم ولا وفي بُعد المرجعية بلاء وقبولها جلاء وفي حب الوطن ثناء وفي حلهم ودمجهم رخاء ولكن ليس لتوبتهم رجاء".

 

الجبال

نُشرت في الاثنين 14 يوليو 2025 05:15 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.