كشف رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، الأحد 8 حزيران 2025، عن فحوى "الاقتراح الأميركي" الذي تسلّمته بلاده مؤخراً، فيما أشار إلى أنه يخلو من "رفع العقوبات عن إيران"، ويظهر "سلوكاً متناقضاً للولايات المتحدة في المفاوضات".
وقال قاليباف في تصريحات نقلتها وكالة "إرنا" الإيرانية، وتابعتها "الجبال"، إن "الاقتراح الأميركي لا يذكر حتى رفع العقوبات ويظهر بوضوح أن سلوك الولايات المتحدة في المفاوضات النووية غير المباشرة متناقض".
وأضاف، "من جهة، تتحدث أميركا عن انفتاح اقتصادي لإيران، لكنها عملياً تسعى إلى حرماننا من حقنا الدولي في تخصيب اليورانيوم، ولا تعد حتى برفع العقوبات. من الواضح أن أي منطق عقلاني لا يقبل بمثل هذا الاتفاق الأحادي الجانب والمفروض".
وتابع رئيس السلطة التشريعية الإيرانية: "إذا كان الرئيس الأميركي الواهم يسعى حقاً إلى اتفاق مع إيران، فعليه أن يغير نهجه ويتوقف عن تقسيم العمل مع الكيان الصهيوني وملاحقة أفكار نتنياهو الفاشلة".
وقال: "لقد قلنا هذا مراراً وتكراراً، ونؤكده مجدداً. يجب أن نجبر الولايات المتحدة على قبول رفع العقوبات في اتفاق مربح للجانبين، من خلال حلّ مشاكل الشعب المعيشية والاقتصادية، والاعتماد على القدرات المحلية".
وفي 2 حزيران الجاري، كشف دبلوماسي إيراني، عن عزم السلطات في بلاده "رفض" الاقتراح الأميركي لإنهاء النزاع النووي، فيما أشار إلى أن إيران وجدت الاقتراح "منحاز تماماً ولا يخدم مصالحها".
ونقلت وكالة "رويترز" عن الدبلوماسي الإيراني "الكبير"، و"المقرب" من فريق التفاوض الإيراني، قوله، إن "إيران تُعد رداً سلبياً على المقترح الأميركي وهو ما يمكن تفسيره على أنه رفض للعرض الأميركي".
وفي 31 أيار الماضي، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، تسلّم "عناصر" من اقتراح أميركي، بعد خمس جولات من المباحثات مع واشنطن بشأن الملف النووي بوساطة عمانية.
وقال عراقجي إن "وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي قام بزيارة قصيرة لطهران اليوم لتقديم عناصر من اقتراح أميركي"، وأكد أنه "سيتم الرد عليها بشكل مناسب بما يتماشى مع المبادئ والمصالح الوطنية وحقوق الشعب الإيراني".
ولا تزال العديد من القضايا عالقة بعد خمس جولات من المحادثات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لحل الأزمة النووية.
ومن الملفات التي يختلف عليها الطرفان المتفاوضان، وقف تخصيب اليورانيوم الذي يُنظر إليه من قبل الجانب الأميركي، على أنه مسار محتمل لتطوير قنابل نووية.
وتطالب طهران برفع جميع القيود التي فرضتها الولايات المتحدة وتعيق اقتصادها المعتمد على النفط فوراً. لكن الولايات المتحدة ترى أنه يجب رفع العقوبات المرتبطة بالملف النووي على مراحل.